نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"
الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن تزايد احتمالات تنصيب اللواء توفيق أبو نعيم زعيماً لحركة "حماس" في قطاع غزة خلفاً ليحيى السنوار، الذي اغتالته
إسرائيل قبل عام في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة "أبو نعيم"، البالغ من العمر 63 عاماً، ينحدر من مخيم البريج وسط قطاع غزة لعائلة تعود جذورها إلى مدينة بئر السبع قبل نزوحها إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن الشخص المذكور قد يكون "الحاكم الفعلي" لقطاع غزة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي رجحت فيه إسرائيل مقتل أبو نعيم، في الغارة التي استهدفت رئيس أركان "حماس" السابق محمد السنوار، وطالت نفقاً مركزياً قرب المستشفى
الأوروبي.
وأبو نعيم هو أسير محرر أطلقت إسرائيل سراحه ضمن صفقة الجندي جلعاد شاليط عام 2011، وقالت "يسرائيل هيوم" إنه "أحد المقربين من قيادة حماس في غزة وأحد أقوى رجال القطاع"، مشيرة إلى أنه "فلسطيني من أصل بدوي ضخم الجثة ذو لحية بيضاء مشذبة".
وتقول الصحيفة إن "أبو نعيم مقرب من يحيى السنوار الزعيم السابق للحركة، منذ عام 1983، وانضم إلى الخلية المحلية لجماعة الإخوان المسلمين، وكان أحد طلاب الشيخ أحمد ياسين، وانضم مع السنوار وروحي مشتهى إلى وحدة (المجد) التي أسسها السنوار لملاحقة العملاء.
وفي عام 1998، حُكم على أبو نعيم بالسجن المؤبد بسبب أعمال ارتكبتها وحدة "المجد" التي قامت بتصفية العديد من عملاء إسرائيل، وفي السجن أصبح من أبرز القادة، وتعلم العبرية بإتقان وتوطدت علاقته بالسنوار، وحاولا الهرب من السجن معًا، وفق الصحيفة.
وبعد 20 عاماً، عاد أبو نعيم إلى غزة وشغل عدة مناصب إدارية في حكومة "حماس"، تتعلق بإدارة ملفات عائلات القتلى والأسرى
الفلسطينيين، ولم تمضِ سوى سنوات قليلة قبل أن يُعيَّن في أحد أرفع المناصب في الحركة.
وتشير الصحيفة إلى أن "وحدة (المجد) أصبحت في عهد السنوار هيئة شاملة ذات نفوذ سمحت بإدارة قطاع غزة تحت أعين الشرطة وجهازي الأمن الداخلي والعام، وصُممت جميعها لإحباط أي اختراق استخباراتي، مهما كان صغيراً.
وعُيّن أبو نعيم في المكتب المسؤول عن هذه الآليات قبل عقد من الزمن، وبات وكيلاً لوزارة الداخلية التابعة لحماس، وشملت مهامه تعزيز أجهزة الشرطة، وقمع الاحتجاجات السياسية بقبضة من حديد، وتحييد الجماعات التي تعمل بإلهام من تنظيم "داعش"، كما تقول الصحيفة.
وأقام أبو نعيم علاقات مع كبار المسؤولين في المخابرات
المصرية، وبينهم أحمد عبد الخالق، رئيس الملف الفلسطيني.
كذلك، تعرض أبو نعيم خلال قيادته للأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية، أبرزها عبر تفجير سيارته في العام 2017 لكنه نجا منها وخرج ببعض الإصابات.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "بعد اندلاع هجوم 7 تشرين الأول، اختفى أبو نعيم عن الأنظار، مثله مثل شخصيات بارزة أخرى، ولم يظهر في أي مقابلة إعلامية ولو لمرة واحدة".
ونوهت الصحيفة إلى أن "التقييم السائد هو أن أبو نعيم، مثله مثل شخصيات بارزة أخرى في قطاعات الحركة، استُدعي للخدمة مرة أخرى في مناصب رئيسية، بسبب الفجوة المتزايدة في قمة هرم القيادة والأزمة الاقتصادية".
وتابع: "على سبيل المثال، لم يتبق من المكتب السياسي في غزة سوى محمود الزهار، وهو في سن متقدمة، والمسؤول عن ملف المرأة. أما البقية فقد قُتلوا في الحرب أو يقيمون حالياً في المنفى بالخارج، أبرزهم خليل الحية، الذي يحمل صفة (قائد حماس في غزة) شكلياً.
وتتابع الصحيفة: "الآن، سيدخل أبو نعيم مع شخصيات بارزة من الجناح العسكري في عمق عملية صياغة مرحلة ما بعد الحرب في غزة. وبالنظر إلى خبرته السياسية الأكبر مقارنةً بعز الدين الحداد ورائد سعد، باستطاعة أبو نعيم أن يبرز كشخصية رئيسية تُحرّك الخيوط من خلف الكواليس، حتى لو تم تأسيس لجنة إدارية تكنوقراطية".
وتكمل الصحيفة: "لقد نمت الآلية القاتلة التي بناها وتوسعت، وتستغل حماس الآن آليات الشرطة، التي بنيت في أيام أبو نعيم، كجزء من سعيها لملاحقة أبناء العشائر من أفراد الميليشيات المشتبه بتعاونهم مع إسرائيل، واتخذت بعض هذه الآليات أشكالًا جديدة وأسماء مختلفة، لكن المبدأ ظل واضحاً وهو غرس الرعب في نفوس السكان عبر محاكمات صورية عُقدت حتى في أوج الحرب".
وتقع هذه الميليشيات المسلحة خارج "الخط الأصفر" للانسحاب
الإسرائيلي حسب خطة الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب للسلام، وستبدأ الاختبار الحقيقي في المرحلة الثانية من الخطة، عندما يتم نشر قوة دولية في غزة لفرض وقف إطلاق النار"، وفق الصحيفة.