ذكر موقع "الامارات 24"، أنّ هيئة الإذاعة
البريطانية "بي بي سي"، قالت إنّ التقارير التي تحدثت عن قمة وشيكة بين الرئيس الأميركي
دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، "مبالغ فيها"، لأنّه تمّ تعليق الاجتماع المُخطّط له إلى أجل غير مسمى، بعد أيام من إعلان
ترامب أنه يعتزم لقاء بوتين في بودابست.
وبحسب "بي بي سي"، فإنّ هذا التطوّر يأتي ضمن سلسلة من التحركات المتقلبة في مساعي ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو الملف الذي عاد إلى دائرة اهتمامه بعد نجاحه في التوسط لوقف إطلاق النار، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى في غزة.
وأشارت إلى أن نجاح اتفاق غزة جاء نتيجة امتلاك ترامب نفوذاً كبيراً على الأطراف المعنية، خصوصاً
إسرائيل وحلفائها العرب، مستفيداً من تاريخه الداعم لتل أبيب منذ ولايته الأولى، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ودعمه للحملات العسكرية
الإسرائيلية ضدّ
إيران.
ولكن في الملف الأوكراني، يواجه ترامب وضعاً أكثر تعقيداً ونفوذاً أقل. فمحاولاته المتكررة للضغط على بوتين من جهة، وعلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة أخرى، لم تحقق نتائج ملموسة.
وبينما لوّح ترامب بفرض عقوبات جديدة على صادرات الطاقة الروسية، وتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى، تراجع في أكثر من مناسبة خشية تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية أو تصعيد الصراع.
كما اتُهم ترامب بالتذبذب في تعامله مع كييف، بعد أن أوقف مؤقتاً تبادل المعلومات الاستخباراتية وشحنات الأسلحة لأوكرانيا، قبل أن يتراجع تحت ضغط الحلفاء
الأوروبيين القلقين من انهيار الجبهة الأوكرانية.
ووفق الشبكة، يُحب ترامب الترويج لقدرته على الجلوس وإبرام الصفقات، لكن اجتماعاته وجهاً لوجه مع كل من بوتين وزيلينسكي، لم تظهر وكأنها تقرب الحرب من الحلّ.
ويرى مراقبون أن بوتين قد يستغل رغبة ترامب القوية في عقد الصفقات واللقاءات الشخصية كوسيلة للتأثير عليه، مشيرين إلى أن الكرملين وافق في تموز الماضي، على عقد قمة في ألاسكا، بالتزامن مع محاولات لعرقلة حزمة عقوبات أميركية جديدة ضد موسكو.
وأما الأسبوع الماضي، فبعدما تسربت أنباء عن نية
واشنطن تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" وأنظمة "باتريوت"، اتصل بوتين بترامب، الذي أعلن لاحقاً عزمه عقد القمة في بودابست، قبل أن تتعطل مجدداً بعد لقاء متوتر جمعه بزيلينسكي في البيت الأبيض.
وأوضحت الشبكة، أنه رغم تأكيد ترامب أنه "لا يُمكن التلاعب به"، إلا أن زيلينسكي أشار لاحقاً إلى أن
روسيا فقدت اهتمامها بالمسار الدبلوماسي، بمجرد ابتعاد واشنطن عن خيار تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى.
وفي غضون أيام قليلة، انتقل ترامب من الحديث عن إرسال صواريخ إلى أوكرانيا، إلى اقتراح هدنة على خطوط القتال الحالية، وهو طرح ترفضه موسكو حتى الآن. (الامارات 24)