Advertisement

إقتصاد

تطور في سرقات المتاحف: من لوحات الفن إلى مجوهرات الملوك

Lebanon 24
22-10-2025 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1432654-638967427414337958.png
Doc-P-1432654-638967427414337958.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت "CNN إقتصادية":
 
فتح متحف اللوفر أبوابه في باريس قبل ثلاثين دقيقة فقط، حين نفّذ عصابة من اللصوص عملية جريئة وممنهجة اقتحموا بها قاعة عرض مجوهرات التاج الفرنسي. اللصوص الذين ارتدوا سترات صفراء ركبوا سلّماً مثبتاً على شاحنة وصعدوا إلى شرفة الطابق الثاني، ثم دخلوا الغرفة وفتحوا صنفين يعرضان جواهر نابليون؛ كل ذلك استغرق نحو أربع دقائق فقط. وفي هروب سريع عبر السلم المثبت على الشاحنة غادروا المكان بعد أن استولوا على تسع قطع تقدر قيمتها بنحو 88 مليون يورو (102 مليون دولار).
Advertisement

السرقة لم تخلُ من عنف مادي واضح: ترك المهاجمون وراءهم مطرقتين، موقد لحام، بنزين، قفازات، جهاز اتصال لاسلكي وبطانية، كما سقط أثناء الفرار تاج الإمبراطورة أوجيني، قطعة ذهبية مزخرفة مرصعة بـ1354 ماسة و56 زمرداً، وقد تعرضت للتلف خلال السرقات.

المشهد أثار صدمة واسعة وأعاد إلى الذاكرة عمليتين شهيرتين: غارة 2019 على متحف «القبو الأخضر» في دريسدن حيث حطم اللصوص صندوقًا زجاجيًا بفأس وسرقوا 21 قطعة مجوهرات ساكسونية تقدر قيمتها بأكثر من 113 مليون يورو، وعملية 1990 في متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن التي بقيت آثارها غامضة بعد سرقة 13 عملاً فنياً ثميناً لم يُعثر عليها إلى اليوم.

خبراء أمن المتاحف يحذّرون من تغيير التكتيكات: وفق ريميجيوس بلاث، سكرتير المجلس الدولي لأمن المتاحف، تحوّلت غالبية السرقات مؤخرًا من اقتناص أعمال الفن لأجل قيمتها الثقافية إلى استهداف المواد الخام والمجوهرات التي يمكن تفكيكها أو صهرها وبيع أجزائها بسهولة. لورا إيفانز، مؤرخة متخصصة في جرائم الفن، تراهن أن «الأحجار الكريمة من متحف اللوفر قد تُفكك»، مشيرة إلى أن المجوهرات أكثر عرضة للاختفاء النهائي مقارنة بلوحة مسروقة قد تُكتشف لاحقًا في مكان مخفي.

وتعقيبًا على التسلسل المتكرر للسرقات والجرأة المتزايدة في الأساليب، قالت جولييت كايم، كبيرة محللي الأمن القومي لدى جهات أمنية أميركية، إن المحققين في فرنسا يعملون وفق إطار يفترض وجود ارتباطات بين الجرائم نظراً للتشابه في الأساليب والجرأة. ورأى بلاث أن الأمر قد يكون نتيجة تقليد نجاح عمليات سابقة أو شبكة منظمة تقوم بتقليد التكتيكات.

السرقات الأخيرة لم تقتصر على اللوفر؛ ففي أيلول استهدف مهاجمون متحف باريس للتاريخ الطبيعي وسرقوا قطعًا ذهبية بقيمة 600 ألف يورو، وما لبث متحف في ليموج أن يعلن عن سرقة خزف صيني ثمين بتقدير 9.5 مليون يورو في الفترة نفسها. وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين اعتبر أن الحوادث تضع ضوءًا على إخفاقات أمنية «محرجة» في مؤسسات وطنية تاريخية، وقال إن الفرنسيين يشعرون بأنهم تعرضوا للسرقة على نحو شخصي.

ما تخشاه دوائر التراث والمتحف هو أن تكون هذه السرقة جزءًا من نمط أعنف وأكثر عملية: أدوات صناعية، جهد مُنظّم، تنفيذ نهاري أمام زوار متحف ممتلئ، وسرعة في التنفيذ والهروب. في مثل هذه الظروف، قد تختفي مجوهرات ثمينة إلى الأبد إذا قُطِعت ووزنت أو بُيعت على أجزاء في أسواق سوداء متفرقة، بعكس لوحة مسروقة تُعرف بسرعة لدى متعاملّي الفن.

المسألة الآن بيد التحقيقات الجنائية والأمنية الفرنسية، التي تحاول تتبّع الشبكات المحتملة وأماكن تصريف المسروقات، فيما تصطف أسئلة ثقافية وقانونية عن كيفية حماية التراث القومي في زمن باتت الأسواق السوداء وطرق التفكيك والتشويش أكثر تطوراً وجرأة.
 
(CNN إقتصادية)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك