كشف إعلان
دونالد ترامب عن خطته المكونة من 20 نقطة في 29 أيلول 2025، مع مهلة حاسمة لقبول حماس أو مواجهة ما وصفه بـ"الجحيم"، عن رهانات أميركية وسياسية ضخمة في
الشرق الأوسط. الصفقة التي دخلت حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول، ليست مجرد اتفاقية مؤقتة، بل حجر زاوية في السياسة الخارجية لترامب في ولايته التالية.
1. إرث ترامب السياسي على المحك
نجاح الصفقة يمثل بالنسبة لترامب أكثر من مجرد إنجاز دبلوماسي؛ إنه اختبار لعلامته التجارية في “فن الصفقات”. الإدارة الأميركية سخّرت كبار مسؤوليها لمتابعة الأمر عن قرب، بما في ذلك نائب الرئيس جي دي فانس الموجود
في إسرائيل، لتأكيد
التزام واشنطن بالضغط على جميع الأطراف.
2. إعادة تشكيل النظام الإقليمي
الصفقة تهدف إلى إعادة ترتيب موازين القوى في المنطقة، من خلال إضعاف حماس وتعزيز الشركاء العرب المعتدلين. الاتفاق يشمل كذلك اتفاقية تطبيع بين
السعودية وإسرائيل وميثاق دفاع سعودي-أميركي، مع استثمارات سعودية ضخمة في الاقتصاد الأميركي بقيمة 600 مليار دولار على أربع سنوات.
3. معضلة الرهائن
قضية الرهائن لا تزال نقطة ضغط حادة، إذ كل تأخير في الإفراج يزيد من الضغط الداخلي على الحكومة
الإسرائيلية ويهدد بزعزعة وقف إطلاق النار الهش. استطلاعات الرأي تشير إلى أن أغلب الإسرائيليين يعتبرون مسألة الرهائن أولوية قصوى.
4. هشاشة الصفقة
قتل جنديين إسرائيليين في غزة بعد وقف إطلاق النار الهش أبرز مدى هشاشة الاتفاق.
إسرائيل اضطرت للرد بغارات جوية، لكن واشنطن تضغط لتثبيت الصفقة رغم كل التوترات، مدركة أن الفشل سيكون له انعكاسات خطيرة.
5. التزام عسكري أميركي ملموس
أنشأت القيادة المركزية الأميركية مركز تنسيق مدني-عسكري في إسرائيل بمشاركة 200 عنصر من القوات الأميركية، لتقديم خبرة في النقل، التخطيط، الأمن، اللوجستيات والهندسة. هذا التواجد يعكس التزاماً جدياً للنجاح.
6. تناقضات الصفقة – مقامرة عالية المخاطر
الصفقة تطالب حماس بنزع السلاح والتخلي عن النفوذ في غزة، وهو ما لم توافق عليه بالكامل. واشنطن تراهن على الضغط العربي والاحتياجات الإنسانية لسكان غزة لتطبيق الشروط.
7. النفوذ عبر إعادة الإعمار
من يتحكم في إعادة إعمار غزة بعد الدمار الكبير، سيحدد مستقبل القطاع اقتصادياً وسياسياً لعقود. واشنطن تريد أن تضمن دورها وتأثيرها من خلال التمويل والدعم الفني والإداري.
8. الورطة السياسية الإسرائيلية
رئيس الوزراء نتنياهو أمام تحديات داخلية كبيرة، مع تهديد وزراء اليمين المتطرف بالاستقالة إذا تقدمت الصفقة، ما قد يؤدي إلى انهيار حكومته. واشنطن تستغل هذا الضعف للضغط على إسرائيل لضمان استمرار الالتزام بالصفقة.
9. نافذة زمنية ضيقة
الضغوط الأميركية ضرورية قبل أن تفشل الصفقة بسبب التعقيدات الداخلية الإسرائيلية أو تأثير الفاعلين الإقليميين. الكارثة الإنسانية والضغط الدولي يضيفان بعداً إضافياً للإلحاح على تنفيذ الصفقة بسرعة.
10. منع حرب إقليمية أوسع
الصفقة تمثل فرصة لتثبيت استقرار الشرق الأوسط بعد الهجمات الإسرائيلية على
لبنان وإيران وقطر. إنقاذ الصفقة يعني تجنب تصاعد الأزمة وتحويلها إلى حرب إقليمية لا يمكن السيطرة عليها.
الرهانات الأميركية ضخمة: إرث ترامب، الضغط على إسرائيل وحماس، إعادة ترتيب موازين القوى الإقليمية، السيطرة على إعادة الإعمار، وتجنب حرب إقليمية شاملة. واشنطن تراهن على أن الضغط الدولي والإرهاق المتبادل للأطراف يمكن أن يؤدي إلى سلام هش لكنه مستدام، حيث فشلت عقود من الجهود السابقة. الفشل ليس خياراً، والبديل قد يكون كارثياً.