تعيش
الولايات المتحدة على وقع تحذيرات غير مسبوقة من كارثة جوع وشيكة قد تضرب البلاد مطلع تشرين الثاني المقبل، إذا استمر الإغلاق الحكومي
الفيدرالي ولم يتم تمديد تمويل برنامج المساعدات الغذائية (سناب)، الذي تعتمد عليه أكثر من 42 مليون أميركي لتأمين غذائهم اليومي.
ويرى خبراء الأمن الغذائي أن ما يجري قد يكون أخطر أزمة معيشية منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، إذ حذّر الرئيس التنفيذي لمنظمة Hunger Free America جويل بيرغ من أن ما سيحدث "ليس مبالغة بل حقيقة قاسية"، مشيراً إلى أن ملايين
الأميركيين قد يجدون أنفسهم فجأة بلا دعم ولا غذاء.
ويُعدّ برنامج "سناب" شبكة أمان رئيسية للفئات الأكثر هشاشة: العاملين ذوي الدخل المحدود، كبار السن، وذوي الإعاقة، حيث يحصل كل مستفيد على متوسط دعم شهري يبلغ 187 دولارًا فقط. لكن
وزارة الزراعة الأميركية حذّرت إداراتها الإقليمية من قرب نفاد التمويل، وأصدرت أوامر بتجميد المدفوعات حتى إشعار آخر، ما ينذر بأزمة إنسانية داخلية غير مسبوقة.
على الصعيد السياسي، تحوّل الملف إلى معركة حادة بين الجمهوريين والديمقراطيين؛ إذ يتهم الجمهوريون خصومهم بتعطيل الموازنة من خلال إصرارهم على دعم الرعاية الصحية ضمن الإنفاق العام، بينما يرد
الديمقراطيون بأن قانون
ترامب المعروف بـ "One Big Beautiful Bill" كان قد اقتطع أصلًا 187 مليار دولار من مخصصات "سناب" حتى عام 2024.
أكثر من 200 نائب
ديمقراطي وجّهوا رسالة عاجلة لوزارة الزراعة يطالبون فيها باستخدام الأموال الاحتياطية لتجنب توقف المساعدات، محذرين من أن التخلي عن ملايين الأسر "سيكون إخلالًا فادحًا بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية".
ويتقاطع الصراع حول تمويل الغذاء مع ملف الرعاية الصحية، إذ يرى الديمقراطيون أن المستفيدين من الدعمين هم الفئات نفسها، ما يجعل استمرار التمويل مسألة "حياة أو موت".
ومع تعطل المفاوضات في
واشنطن واستمرار الإغلاق، تقف أميركا على حافة أزمة اجتماعية واقتصادية كبرى قد تعيد إلى الأذهان مشاهد الطوابير الطويلة والبطالة الجماعية التي طبعت الكساد العظيم، وسط تساؤلات عن قدرة أكبر اقتصاد في العالم على حماية فقرائه من الجوع.