في إطار ما وصفه بعض المحللين بأنه جزء من استراتيجية أميركية أوسع، تتجاوز مجرد مكافحة المخدرات، كثفت
واشنطن وجودها العسكري قبالة سواحل فنزويلا، مستهدفة النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة. وتشير صحيفة التلغراف
البريطانية إلى أن الأساطيل الأميركية المنتشرة تتكون من 8 سفن حربية، بينها ثلاث مدمرات، وثلاث سفن هجومية برمائية، وطراد، وسفينة قتال ساحلية، بالإضافة إلى سرب من طائرات إف-35بي، وطائرات ريبر المسيرة، وقاذفات بي-2.
وفيما صرح
ترامب أن الهدف هو مكافحة المخدرات، يرى الخبراء أن هذه التحركات تمثل استعراض قوة للضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وربما تهيئة الأرضية لانقلاب داخلي أو فرض تغييرات في السلطة. ويقول
بريان فينوكين، المحامي السابق في
وزارة الخارجية الأميركية، إن الانتشار العسكري "يتجاوز ما يلزم لمواجهة تهريب المخدرات بشكل مباشر".
وتأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية أوسع تُعرف باسم "مبدأ مونرو"، والتي تهدف إلى جعل نصف
الكرة الغربي منطقة نفوذ أميركية حصرية، وفرض السيطرة على الموارد الطبيعية الحيوية، لا سيما
النفط. وقد ضخت
الصين ملايين الدولارات في مشاريع نفطية وفرت قروضًا ضخمة لفنزويلا مقابل السيطرة على احتياطيات النفط الأكبر عالميًا، مما جعل تدخل ترامب يشكل رد فعل على النفوذ الصيني في المنطقة.
وتشير المعلومات إلى أن استراتيجية ترامب تشمل أيضًا جيران فنزويلا، حيث اكتشفت غيانا وسورينام احتياطيات نفطية جديدة جذبت استثمارات صينية كبيرة، مع استمرار التعاون الأميركي في إطار اتفاقيات دفاعية وتبادل معلومات استخبارية لتعزيز سيطرته على المنطقة ومنع توسع نفوذ الصين.
ويشمل مشروع ترامب لعام 2025، وفق تصريحات مسؤولين أميركيين، استخدام
العقوبات الاقتصادية والتحركات العسكرية لضمان هيمنة
الولايات المتحدة على سلاسل التوريد الاستراتيجية في نصف الكرة الغربي، مع تأكيد أن الهدف الحقيقي يتجاوز مكافحة المخدرات ليشمل الهيمنة الجيوسياسية والاقتصادية، وإعادة تأكيد النفوذ الأميركي في قلب أمريكا اللاتينية.
وأكد جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، أن الأولوية منذ 2019 كانت إزالة نفوذ خصوم واشنطن في فنزويلا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتأمين مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، بما في ذلك السيطرة على المعادن النادرة والموارد الطبيعية الحيوية، لضمان بقاء نصف الكرة الغربي تحت نفوذها المباشر.