Advertisement

عربي-دولي

تقرير مثير عن جنود إسرائيل بعد الحرب.. عادوا "أنصاف بشر"

Lebanon 24
25-10-2025 | 16:59
A-
A+
Doc-P-1433974-638970164779528842.png
Doc-P-1433974-638970164779528842.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يكشف الجندي الإسرائيلي "غادي" (اسم مستعار) في شهادة نشرها مركز الثقافة المتاحة بتل أبيب، ونقلتها "يديعوت أحرونوت"، عن جرحٍ داخلي عميق يثقل كاهل من خاضوا القتال منذ هجوم "طوفان الأقصى". يقول إن كثيرين عادوا "أنصاف بشر": مظهرٌ متماسك يخفي حطامًا نفسيًا، وعجزًا عن استعادة إيقاع الحياة اليومية بعد دورات قتال متلاحقة أنهكت الأعصاب وأطفأت المعنى.
Advertisement

يروي "غادي" أنه بعد عامٍ ونصف بين جبهات غزة ولبنان وسوريا عاد "ضيفًا غريبًا" في منزله؛ أطفال لا يعرفون كيف يتحدثون إليه، وزوجة أنهكها القلق والمسؤوليات. عائلته، مثل عائلاتٍ كثيرة، تعلّمت العيش بدونه، وحين عاد صار حضوره ثقيلًا عليهم وعليه معًا. العبارة التي يسمعها في محيطه، "أحسنتَ صُنعًا"، باتت تؤذيه لأنها تلمّع قشرة "البطولة" بينما يتهدّم الداخل بصمت.

بحسب الشهادة، تحوّلت "المساواة في الأعباء" إلى مساواة في الاستنزاف.. خدمة احتياطية طويلة تُربك العمل والعائلة وتستنزف الأعصاب، فيما تعجز الدولة عن توفير رعاية حقيقية تُخفّف آثار ما بعد القتال. يصف "غادي" نظام الاستدعاءات بأنه آلةٌ تُعيد الجنود إلى خطوط النار ثم تُلقي بهم في فراغٍ منزلي واجتماعي بلا أدوات شفاء.

يقول "غادي" إن "طوفان الأقصى" لم يبدّل ساحة المعركة فقط، بل هزّ هوية الجيش والمجتمع. صورة "الجندي البطل" التي غذّتها الرواية العامة تراجعت أمام واقع المقاتل المنهك، والأسرة المرهَقة، والمجتمع الذي يُطالب بالثبات لكنه لا يقدّم ما يلزم للتعافي. هكذا تتآكل الثقة تدريجيًا: بالذات، وبالقيادة، وبالوعود التي تربط "التضحية" بـ"التقدير".

يحمّل "غادي" حكومته المسؤولية عن ترك الجنود يواجهون مصائرهم النفسية وحدهم، معتبرًا أن المنح المالية أو "يوم ترفيهي" لا يرمّم حياةً تشققت. المطلوب، كما يفهم من شهادته، اعترافٌ صريح بعمق الجرح، ودعمٌ منتظم للعائلات، ومسارات علاج تمتد بامتداد الضرر، لا إجراءات رمزية تُراهن على النسيان.

مع ذلك، يقرّ "غادي" بأنه سيعود إلى الجبهة إذا استُدعي، لكن "الثمن فادح". شهادته تلخّص صدمة وجودية تضرب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية اليوم: إنهاكٌ نفسي متراكم، تفككٌ أسريّ، وتراجعٌ في الثقة بالدولة والقيادة. ما كان يُسوَّق نموذجًا للبطولة تحوّل، في عيون كثيرين، إلى رمز لانكسارٍ إنساني ومعنوي لا تُداويه الشعارات. (روسيا اليوم)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك