أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة برية وجوية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، استهدفت ثلاثة مسلحين تحصنوا داخل كهف، وكانوا يخططون لشن هجمات في المنطقة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الغارة استهدفت الكهف الذي تحصن بداخله المسلحون، موضحة أن العملية جاءت بعد رصد القوات
الإسرائيلية لهم وتحليل أنشطتهم وخططهم الأمنية. واستخدمت القوات الإسرائيلية جرافتين عسكريتين خلال العملية، فيما غطّت الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة سماء المنطقة لضمان السيطرة على الوضع ومنع أي تهديدات خارجية.
وأصدر الجيش وجهاز
الأمن العام الإسرائيليين (الشاباك) بياناً مشتركاً أوضح فيه أن قناصة وحدة ياميم أطلقوا النار على المسلحين داخل الكهف، ما أسفر عن استشهاد اثنين منهم وإصابة الثالث، قبل أن يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بتصفيته لاحقاً. وأكد البيان أن هذه العملية جزء من الجهود المستمرة للقضاء على التهديدات المسلحة في الضفة الغربية وحماية
المستوطنات الإسرائيلية المحيطة.
وأشار متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إلى أن القوات أطلقت النار على المسلحين بعد تحديدهم كخطر وشيك على المنطقة، مضيفاً أن العملية تهدف إلى منع أي محاولات من جانب التنظيمات المسلحة لتنفيذ هجمات أو إعادة بناء بنيتها التحتية في الضفة.
وتعد هذه الغارة الجوية الأولى للجيش الإسرائيلي في شمالي الضفة منذ نحو تسعة أشهر، فيما تأتي ضمن سلسلة عمليات بدأت في يناير الماضي، انطلقت من جنين وامتدت إلى طولكرم وطوباس ونابلس. وأسفرت هذه العمليات السابقة عن مقتل وإصابة عشرات
الفلسطينيين وتهجير عشرات الآلاف من سكان مخيمات اللاجئين، ما أثار تحذيرات دولية من تصاعد العنف وتأثيره على المدنيين.
من جانبه، توعد
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس برد قاسٍ على أي محاولة من التنظيمات المسلحة لإعادة بناء بنيتها التحتية في الضفة، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في مواقع استراتيجية مثل جنين وطولكرم لمنع أي هجمات مستقبلية، مشدداً على أن كل من يؤوي أو يدعم المسلحين سيتم التعامل معه بحزم وفق القانون الإسرائيلي.
وأكد كاتس أن العملية البرية التي نفذها الجيش بالتنسيق مع جهاز الشاباك ووحدة ياميم، مدعومة بالغارات الجوية، كانت ضرورية لضمان
القضاء على التهديدات المباشرة، وأن القوات ستواصل مراقبة الوضع الأمني في الضفة الغربية لمنع أي "نشاط إرهابي مستقبلي".
يأتي هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي في ظل الحديث عن خطط محتملة لضم مناطق من الضفة الغربية، ما يثير مخاوف
المجتمع الدولي ويؤكد هشاشة الوضع الأمني في المنطقة، مع استمرار القلق بشأن تأثير العمليات العسكرية على المدنيين الفلسطينيين والبنية التحتية المحلية.