فرضت الشرطة التنزانية، مساء الأربعاء، حظر تجول شامل في مدينة دار السلام، العاصمة الاقتصادية للبلاد، بعد اندلاع احتجاجات عنيفة تزامنت مع الانتخابات الرئاسية التي يُتوقع أن تفوز فيها الرئيسة سامية صولوحو حسن، عقب استبعاد أبرز مرشحي
المعارضة من السباق الانتخابي.
وقالت مجموعة "نت بلوكس" (NetBlocks) المتخصصة في مراقبة الإنترنت إن خدمات الشبكة تعطلت في أنحاء تنزانيا، فيما انتشرت على مواقع التواصل مقاطع فيديو تُظهر مواجهات بين محتجين وقوات الأمن، استخدم خلالها المتظاهرون الحجارة وأُضرمت النيران في محطة وقود وعدد من المرافق العامة.
وأفاد شهود
عيان بوقوع مظاهرات غاضبة في أحياء عدة من دار السلام، شملت إحراق مكتب حكومي محلي، في حين أظهرت لقطات أخرى احتجاجات مماثلة في مدينة أروشا شمالي البلاد، حيث ردد عشرات الشبان هتافات "نريد وطننا"، وسط تصاعد الدخان وعمليات كرّ وفرّ مع قوات الشرطة.
وأشارت تقارير إلى أن المحتجين استخدموا تطبيق "زيلو" (Zello)، الذي يحوّل الهواتف الذكية إلى أجهزة اتصال لاسلكي، للتنسيق فيما بينهم، بينما لم تُصدر الحكومة أو الشرطة أي تعليق رسمي رغم طلبات
وسائل الإعلام المتكررة.
من جهته، وصف حزب المعارضة
الرئيسي "تشاديما" الانتخابات بأنها "تتويج للرئيسة سامية حسن"، معتبرًا أن العملية
الانتخابية تفتقر إلى التعددية والنزاهة بعد استبعاد مرشحي المعارضة البارزين.
وكان الحزب قد مُنع من المشاركة في نيسان الماضي إثر رفضه التوقيع على مدونة السلوك الانتخابية، فيما يواجه زعيمه توندو ليسو تهمة الخيانة العظمى، كما تم استبعاد مرشح حزب “التحالف من أجل التغيير والشفافية"، لوهاغا مبينا، ليبقى السباق محصورًا بين الرئيسة الحالية وأحزاب صغيرة محدودة التأثير.
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند الرابعة مساء بتوقيت مكة المكرمة، وسط إقبال ضعيف من الناخبين، ومن المنتظر أن تُعلن النتائج خلال ثلاثة أيام.
وبعد إدلائها بصوتها في العاصمة الإدارية دودوما، دعت الرئيسة سامية حسن المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات و"اختيار من يمثلهم بحرية".
وتزامنت الانتخابات الرئاسية مع تصويت
برلماني لاختيار 400 نائب، إضافة إلى انتخابات في أرخبيل زنجبار شبه المستقل.
ورغم إشادة بعض الجهات بتخفيف القيود السياسية منذ تولي سامية الحكم عام 2021 بعد وفاة الرئيس جون ماغوفولي، فإن منظمات حقوقية ومعارضين اتهموا حكومتها بالتورط في عمليات اختطاف غامضة استهدفت منتقدين.
وكانت الرئيسة قد وعدت العام الماضي بفتح تحقيق رسمي في هذه المزاعم، إلا أن نتائجه لم تُنشر حتى الآن.
وبدأ حظر التجول عند السادسة مساء بالتوقيت المحلي، في وقت حذّرت السفارة الأميركية رعاياها وموظفيها من مغادرة منازلهم حفاظاً على سلامتهم.
(الجزيرة + رويترز)