Advertisement

عربي-دولي

التهديد النووي الروسي يعود إلى الواجهة

Lebanon 24
06-11-2025 | 05:15
A-
A+

Doc-P-1438766-638980283936842073.png
Doc-P-1438766-638980283936842073.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أثار صاروخ كروز المجنح الجدل في الوسط النووي، حيث يعمل بالطاقة النووية وبقدرة تدميرية هائلة، أطلق عليه الروس اسم "بوريفيستنيك" أو كما يسميه الغرب "تشيرنوبيل الطائر" نظرًا للمخاطر البيئية التي قد يسببها.
Advertisement

أُعلن عنه لأول مرة عام 2018 كسلاح تجريبي منخفض التحليق، صُمم لتجاوز كل أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، وليُظهر أن موسكو قادرة على الردع النووي في أي زمان ومكان.

يتميز الصاروخ الروسي بمفاعل نووي صغير يمنحه مدى غير محدود وقدرة على التحليق لأيام أو حتى شهور متواصلة، على ارتفاع منخفض يتراوح بين 50 و100 متر، بسرعة تتراوح بين 850 و1300 كم/س.

لكن الجدل لا ينفصل عن إنجازه؛ إذ يصفه الخبراء بأنه تهديد بيئي عائم، نظرًا لاحتمال تسرب إشعاعي من مفاعله أثناء الطيران، خاصة بعد انفجار تجربة عام 2019 التي أودت بحياة خمسة علماء روس.

وأثار تصريح وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف حول استعداد بلاده لإجراء تجارب نووية "كاملة النطاق" في موقع نوفايا زيمليا حالة من القلق الدولي المتصاعد، خاصة أن الإعلان جاء عقب توجيهات مباشرة من الرئيس فلاديمير بوتين لمؤسسات الدولة العسكرية والأمنية بـ"التحضير لتقديم مقترحات حول إمكانية إجراء التجارب".

ورغم أن بوتين شدد على التزام روسيا بمعاهدة حظر التجارب النووية "طالما التزم بها الآخرون"، فإن تصريحاته حملت رسالة واضحة للغرب: موسكو مستعدة لكسر التوازن النووي إذا فعلت واشنطن ذلك أولًا.

ويأتي التحرك الروسي كردّ مباشر على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن نيّة بلاده استئناف اختبار الأسلحة النووية، متهمًا روسيا والصين وباكستان بإجراء تجارب سرية. بالتزامن، أجرت واشنطن اختبارًا لصاروخ "مينيوتمان 3" الباليستي العابر للقارات، في رسالة رمزية بأن الجاهزية النووية الأمريكية ما زالت قائمة.

هذا التصعيد أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، حيث كان سباق الردع النووي أداة ضغط سياسية بقدر ما كان تحديًا عسكريًا.

ورغم محاولات الكرملين التخفيف من التوتر، إذ أوضح المتحدث دميتري بيسكوف أن بوتين "لم يأمر بتنفيذ اختبارات فعلية بعد"، بل دعا إلى "دراسة الجدوى"، إلا أن المراقبين يرون في ذلك مؤشرًا على إعادة تنشيط البنية التحتية النووية الروسية، وإرسال رسالة ردع مزدوجة للولايات المتحدة وحلف الناتو بأن أي تراجع أمريكي عن التزاماتها سيقابله تحرك روسي مماثل.

موقع نوفايا زيمليا، الذي شهد عام 1961 تجربة "قنبلة القيصر" — أقوى تفجير نووي في التاريخ — يعود اليوم إلى الواجهة كرمز للتحدي الروسي. مجرد ذكره كخيار محتمل للتجارب كافٍ لإشعال القلق في العواصم الغربية.

وفي المقابل، تحاول واشنطن التهدئة، مؤكدّة أن تجاربها "لن تشمل تفجيرات نووية فعلية"، في محاولة لاحتواء التوتر دون الظهور بموقف ضعف أمام موسكو.

في المحصلة، تمثل التحركات الروسية الأخيرة، من تجارب صاروخ "بوريفيستنيك" النووي إلى إحياء خيار التجارب الكاملة في نوفايا زيمليا، بداية مرحلة جديدة من سباق الردع العالمي، حيث تتحول الأسلحة النووية إلى أدوات ضغط سياسي أكثر من كونها استعدادًا لحرب مباشرة.

هذه المعادلة الهشّة تقف عند تقاطع التهديد والتطبيق الفعلي، حيث تقود موسكو التحركات بخطوات مدروسة تحمل رسائلٍ قوة لا تقل شراسة عن الصواريخ نفسها. (ارم النيوز)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك