ذكر موقع "ارم نيوز" أن المؤشرات على قرب اندلاع حرب بين
إيران وإسرائيل تصاعدت، لتبلغ أعلى مستوى لها مؤخراً، بعد تحذير خبراء ومراقبين من وجود إجراءات على الأرض تدفع باتجاه شن هجوم إسرائيلي حتمي.
وذكرت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير لها، أن "إيران تواصل العمل على موقع تخصيب جديد يُعرف باسم (جبل الفأس)، ورفضت السماح للمفتشين الدوليين بالوصول إليه، أو أي مواقع نووية أخرى مشتبه بها، باستثناء تلك المُعلنة سابقاً".
ويصر الرئيس الأميركي
دونالد ترامب على أن الضربات الأميركية قضت على برنامج إيران
النووي هذا الصيف، لكن مسؤولين ومحللين إقليميين أصبحوا أقل اقتناعاً في الأشهر الأخيرة، محذرين من أن اندلاع حرب أخرى بين
إسرائيل وإيران ليس سوى "مسألة وقت".
ولفتت الصحيفة إلى أن نتيجة ذلك هي "مأزق خطير"، حسب تعبيرها، موضحة أن ذلك راجع إلى أن فرضيات الحرب تتصاعد لأن الوضع القائم "بلا مفاوضات، ولا يقين بشأن مخزون إيران النووي، ولا رقابة مستقلة".
وأشارت إلى أن "كثيرين يعتقدون أن هذا الوضع يجعل هجومًا إسرائيليًا آخر على إيران أمرًا شبه حتمي، نظرًا لرأي المسؤولين الإسرائيليين الراسخ بأن البرنامج النووي
الإيراني يُمثل تهديدًا وجوديًا".
وقالت الصحيفة إن "مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، الكافي لصنع 11 سلاحًا نوويًا، إما مدفون تحت الأنقاض، كما تزعم إيران، أو نُقل إلى مكان آمن، كما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون".
ونقلت الصحيفة عن مدير "مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية"، علي الفايز ، قوله إن "من المرجح أن ترد
إيران على أي هجوم إسرائيلي بطريقة أقل تحفظًا بكثير مما فعلت في حزيران".
وأضاف الفايز أن "المسؤولين الإيرانيين أبلغوه أن مصانع الصواريخ تعمل على مدار الساعة، وإذا اندلعت حرب أخرى، فإنهم يأملون في إطلاق 2000 صاروخ دفعة واحدة لسحق الدفاعات
الإسرائيلية، وليس 500 صاروخ على مدار 12 يومًا" كما فعلوا في حزيران.
وتابع الفايز قائلاً: "لا يوجد دليل على أن هجومًا جديدًا بات وشيكًا. لكن إسرائيل تشعر أن المهمة لم تنتهِ بعد، ولا ترى سببًا لعدم استئناف الصراع، لذا تُضاعف إيران استعداداتها للجولة التالية"، على حد قوله.
من جهتها، قالت خبيرة الشؤون
الإيرانية ومديرة "برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينغز"، سوزان مالوني، إن "إيران أضعف من أي وقت مضى منذ الغزو الأميركي للعراق، ولكنها ليست ضعيفة لدرجة أن تفقد أهميتها".
وأضافت مالوني: "عندما تكون إيران أضعف، يسهل التواصل معها، لأن إيران، في حالة يأسها، قد تصبح أكثر خطورة".
وحذّر مسؤولون إسرائيليون منذ حزيران من استعدادهم لمهاجمة إيران مجددًا إذا اقتربت من إنتاج سلاح نووي، وهي نية لطالما نفتها إيران، بحسب "نيويورك تايمز".
ويشير التقرير إلى أن "الإسرائيليين يدركون أن البرنامج النووي الإيراني قد تدهور، لكنه لم يُدمّر، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن
ترامب أوقف حرب حزيران قبل ما أرادته إسرائيل".
بدوره، قال الباحث المشارك في "مركز التقدم الأميركي" بواشنطن، إتش. إيه. هيلير: "تريد إسرائيل ضمان احتواء البرنامج النووي الإيراني، ولن تتمكن من تمريره عبر المفاوضات، لذا أظن أن الإسرائيليين ينوون شن هجوم جديد".
وأضاف هيلير: "الإيرانيون يعيدون بناء أنفسهم، ولكن بمجرد تجاوزهم حدًا معينًا، ستهاجم إسرائيل مرة أخرى".