ذكر موقع "الامارات 24"، أنّ صحيفة "جيروزاليم بوست"
الإسرائيلية، قالت إنّ "لقاء الرئيس الأميركي
دونالد ترامب والرئيس السوريّ أحمد
الشرع، يُشكّل تحولاً جذرياً في الديناميكيات الإقليمية، ويضع
إسرائيل أمام واقع استراتيجي جديد يثير مخاوفها بشأن مستقبل هضبة الجولان".
وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنّ "اللقاء بالنسبة لواشنطن يمثل تراجعاً مذهلاً عن عقود من العداء، أما بالنسبة لدمشق، فهو بمثابة "بعث دبلوماسي"، لكن بالنسبة لتل أبيب، كان لافتاً لأنه لم يتضمن الكثير عنها، على الأقل في العلن".
وأشارت إلى أنّ "الشرع الذي كان قائداً بارزاً في فصيل مرتبط بتنظيم
القاعدة، قاد "المتمردين" إلى النصر على بشار
الأسد، بعد أن دمرت إسرائيل
حزب الله الذي كان يدعم نظام الأسد، والآن، وبدعم أميركي، يسعى الشرع إلى تقديم
سوريا كقوة استقرار في المنطقة، ووجهة استثمارية مستقبلية".
وذكرت الصحيفة، أن
ترامب يبدو مؤيداً تماماً لهذا التوجه، حيث قام بتعليق "قانون قيصر" لـ180 يوماً أخرى، والذي كان يمثل أشد أنظمة
العقوبات على سوريا، كما استأنف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 2012، ونقلت عن ترامب قوله عن ضيفه: "لقد مررنا جميعاً بماض قاس.. بصراحة، أعتقد أنه لو لم يكن لديه ماض قاس، لما كانت لديه فرصة".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "هذا التحول مربك بالنسبة لإسرائيل، فبعد سنوات من التعامل مع سوريا ضعيفة ومعزولة، يتعين على تل أبيب الآن التكيف مع سوريا تعود إلى الساحة الدولية، تحت مظلة أميركية".
وأشارت إلى أنّ "الشرع عندما سُئل في مقابلة مع "فوكس نيوز" عما إذا كانت سوريا ستنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، وتصنع السلام مع إسرائيل، تفادى السؤال بالقول: "الوضع في سوريا يختلف عن وضع دول الاتفاقات الإبراهيمية، سوريا لها حدود مع إسرائيل، وإسرائيل تحتل هضبة الجولان منذ عام 1967، لن ندخل في مفاوضات مباشرة الآن، ربما تساعدنا الإدارة الأميركية مع الرئيس ترامب في الوصول إلى هذا النوع من المفاوضات".
واعتبرت "جيروزاليم بوست"، أنّ "هذه الكلمات أعادت تأكيد الشرع المطالبة بالجولان، وفعل ذلك بعد لقائه بالرئيس الأميركي، الذي اعترف بسيادة إسرائيل على الهضبة الاستراتيجية في عام 2019، مما يشير إلى أنه يعتزم اختبار ما إذا كان الاعتراف الأميركي لا رجعة فيه حقاً".
وترى "جيروزاليم بوست" أن "سوريا المرتبطة بواشنطن، والتي تكبح نفوذ طهران تخدم مصالح تل أبيب، لكن تلك التي اكتسبت شرعية جديدة في
واشنطن قد تسعى قريباً إلى مكاسب دبلوماسية، بدءاً من الجولان".
ولهذا السبب، تؤكد الصحيفة أنه "يجب على إسرائيل أن تكون واضحة بشأن خطوطها الحمراء، والتي تنص على عدم وجود إيراني أو لحزب الله جنوب دمشق، ولا غموض بشأن ديمومة الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان". (الامارات 24)