وفقًا لوثائق التخطيط العسكري الأميركية التي اطّلعت عليها صحيفة "الغارديان"، وتصريحات مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، ستبدأ القوات الدولية المنتشرة من عدة دول انتشارها التدريجي في شرق غزة بالتزامن مع وجود عسكري إسرائيلي مكثف، بينما تظل المنطقة الغربية الواقعة خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" تحت سيطرة إسرائيلية جزئية لكنها مهيمنة.
هذا التقسيم الجديد سينتج عنه عمليًا ترك غالبية السكان
الفلسطينيين في مناطق مدمرة بالكامل تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية من مياه نظيفة وكهرباء ورعاية صحية.
وأوضح مسؤول أميركي رفيع في تصريح خاص أنه "من الناحية المثالية نرغب في توحيد القطاع بالكامل تحت إدارة موحدة، لكن هذا يبقى مجرد طموح نظري بعيد المنال. الأمر لن يكون سهلاً على الإطلاق وسيتطلب وقتًا طويلاً قد يمتد لسنوات عديدة".
وخلال الأسابيع الماضية، تخلت
الولايات المتحدة بشكل مفاجئ عن خططها السابقة الطموحة لإنشاء ما كان يُعرف بـ"المجتمعات الآمنة البديلة"، وهي الخطة التي كانت تهدف بشكل أساسي إلى حصر مجموعات صغيرة من الفلسطينيين في مخيمات مسيجة ومحكمة الإغلاق.
ولم يتم بعد إبلاغ المنظمات الإنسانية الدولية بهذه التغييرات الجوهرية في الاستراتيجية، رغم تحذيراتها المتكررة والمستمرة من المخاطر الكارثية للنموذج السابق على الظروف الإنسانية للسكان.
وتشكل خطة إنشاء قوة الاستقرار الدولية حجر الأساس والعمود الفقري في خطة الرئيس الأميركي دونالد
ترامب للسلام المكونة من 20 بندًا والتي أُعلنت سابقًا.
وتأمل
واشنطن في الحصول على تفويض رسمي من مجلس الأمن الدولي قريبًا، على أن تعلن الدول المشاركة لاحقًا عن مساهماتها المالية والبشرية بعد دراسة النص النهائي للقرار.
وقال المسؤول الأميركي في هذا الصدد: "الخطوة الأولى والحاسمة هي تمرير القرار عبر مجلس الأمن. الدول لن تلتزم نهائيًا ولا يمكنها تقديم أي التزامات مسبقة قبل الاطلاع على النص المعتمد والمتفق عليه دوليًا".
وكشفت الوثائق أن القيادة العسكرية الأميركية الإقليمية (سنتكوم) تعدّ خططًا دقيقة لنشر قوات أوروبية متنوعة تشمل:1500 جندي بريطاني متخصص في إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة. و1000 جندي فرنسي مهمتهم الأساسية تأمين الطرق وخطوط الإمداد. وقوات متخصصة من ألمانيا وهولندا ودول
الشمال الأوروبي للخدمات الطبية والدعم اللوجستي.
لكن مصادر دبلوماسية أوروبية عديدة وصفت هذه الخطط الأمريكية بـ"الوهمية" و"غير الواقعية"، مشيرة إلى التردد الكبير بين القادة
الأوروبيين بعد التجارب المريرة والمكلفة في العراق وأفغانستان.
ويحدد المفهوم العملياتي الأميركي المفصل أن مهام القوة الدولية ستقتصر حصريًا على المنطقة الخضراء فقط، على أن يبدأ الانتشار بشكل تدريجي بعدة مئات من الجنود ثم يتوسع بشكل متدرج حتى يصل إلى 20 ألف جندي. ولن تعمل القوة الدولية غرب الخط الأصفر بتاتًا، حيث من يتوقع أن تعيد حركة حماس ترسيخ سيطرتها بشكل تدريجي في تلك المناطق.
تنص الخطة الأميركية التفصيلية على إنشاء "قوة شرطة فلسطينية جديدة" تبدأ بعدد محدود لا يتجاوز 200 عنصر لتصل إلى 4000 عنصر بعد عام كامل. ويرى المخططون الأميركيون أن عمليات إعادة الإعمار المكثفة في المنطقة الخضراء ستكون الوسيلة الأساسية لجذب المدنيين الفلسطينيين للانتقال إليها، رغم التحذيرات العديدة من تكرار نموذج المناطق الخضراء المعزولة التي فشلت سابقًا في بغداد وكابول.
وتشير أحدث بيانات
الأمم المتحدة إلى تدمير أكثر من 80 في المئة من منشآت غزة بالكامل، بما فيها المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية. (العين)