كشفت مصادر إسرائيلية عن وجود موقع سري داخل جامعة هارفارد الأميركية مخصص لحفظ وإبقاء كل ما يُنشر عن
إسرائيل، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي والعلمي
الإسرائيلي تحسبًا لأي تهديد قد يطال الدولة.
ويتضمن الأرشيف عشرات آلاف المجلدات والمؤلفات في مختلف المجالات، تشمل منشورات كُنُس
يهودية، كتيبات تخليد لقتلى الحروب، نشرات الكيبوتسات، أعلام الأعياد
الدينية، ومواد دعائية وسياسية، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية ومرئية وصور تصل إلى ملايين العناصر.
الشاعر والروائي الإسرائيلي حاييم بئير وصف الأرشيف بأنه "نسخة احتياطية كاملة للثقافة
الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن الموقع يقع في قبو واسع تحت مبنى على شكل معبد يوناني، حيث تعمل فرق شابات على توثيق المواد بشكل مستمر.
ويعتبر المشروع، الذي يقوده الباحث اليهودي تشارلز
برلين منذ ستينيات القرن الماضي، ذا قيمة بحثية عالية لأنه يعكس تطور المجتمع الإسرائيلي وتغير اللغات والتحولات السياسية والدينية عبر الزمن. ويُنظر إليه كنظام ذاكرة بديلة مستقل عن
مؤسسات الدولة، لضمان بقاء التاريخ الثقافي والاجتماعي الإسرائيلي في ظروف آمنة، بعيدًا عن مخاطر التلف أو الإهمال.
وأشار موشيه موسك، المدير السابق لأرشيف إسرائيل الحكومي، إلى أن بعض الأرشيفات الحساسة لم تُشارك مع برلين خوفًا من الافتراض بأن إسرائيل قد لا تبقى، فيما أكد إيهود بن عزر أن المشروع أثار انتقادات بسبب الشك في مستقبل الدولة، لكن برلين اعتبر الأرشيف ضروريًا حتى بدون كارثة حقيقية، لحماية المواد من التلف أو الإهمال.
ويضم القسم اليوم نحو مليون عنصر أرشيفي، بعضها يحتوي على عشرات أو مئات الوثائق، إضافة إلى عشرات آلاف ساعات التسجيلات الصوتية والمرئية وأكثر من ستة ملايين صورة. (العربية)