كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن تفاصيل شركة "المجد
أوروبا"، التي قامت مؤخرًا بنقل 153 فلسطينيًا من
قطاع غزة إلى جنوب أفريقيا، في عملية تمت بتنسيق مع السلطات
الإسرائيلية، موضحة أن الشركة تفرض على هويتها "ضبابية مريبة"، إذ ادعت خلافًا للواقع أن مقرها الرئيس في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
رغم الغموض حول الشركة، وافقت هيئة الهجرة الإسرائيلية، التي أسسها
وزير الدفاع إسرائيل كاتس في مطلع 2025، على التعامل معها، ومنحتها تصاريح أمنية لتهجير الغزيين وفتحت مطار رامون أمام الطائرة. وتعمل الهيئة بالتنسيق الوثيق مع وحدة الجيش
الإسرائيلي المسماة "مكتب الهجرة الطوعية"، في محاولة لتعزيز مغادرة
الفلسطينيين من غزة، وهي المهمة الأساسية التي نفذتها الشركة.
وهبطت الطائرة التابعة لشركة رومانية "فلاي ليلي" في جوهانسبرغ. وأظهرت التحقيقات أن بعض الركاب كان لديهم تذاكر لاحقًا إلى كندا وأستراليا، بينما اعتقد معظمهم أن وجهتهم النهائية هي الهند، وفقًا لموقع "ديلي مافريك" الجنوب أفريقي.
وأظهرت التحقيقات أن من يقف وراء نشاط الشركة شخصان: مؤيد، مرتبط سابقًا بصالة ألعاب رياضية في مخيم النصيرات، وعدنان، الذي يصف نفسه بـ"مدير المشاريع الإنسانية في غزة". كما اتهمت تقارير في مجال الأمن السيبراني شركة "نايم شيب"، المسؤولة عن تسجيل اسم نطاق الشركة، بارتكاب عمليات احتيال إلكتروني، فيما طلب مؤيد من المتبرعين تحويل الأموال إلى حسابات شخصية وليس إلى حساب رسمي للشركة.
وفي إطار حملتها الدعائية، نشرت شركة "المجد أوروبا" على موقعها الإلكتروني قصة منى فاروق، وادعت أنها شابة تبلغ من العمر 29 عامًا من مدينة حلب
السورية، هربت إلى
لبنان عام 2013 بسبب الحرب الأهلية في سوريا. ورغم أن الموقع نشر القصة بتاريخ 22 آذار 2023، تبيّن أن تدشينه الفعلي كان في بداية عام 2025. وقدمت الشركة القصة على لسان منى فاروق، زاعمةً أنها أشادت بتدخل الشركة لإنقاذها وعائلتها في لحظات حرجة.
ولتعزيز مصداقية الرواية، أرفقت الشركة صورة لفتاة عربية مبتسمة في مكان يبدو وكأنه مدينة عربية، لكنها في الواقع تعود لامرأة أخرى تُدعى عبير حياة، التقطت في كانون الأول 2024 في
طرابلس، لبنان، وفقًا للصحيفة نفسها.