نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن البرنامج النووي الإيراني و"كابوس الصواريخ" البارز في إيران، لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية التي اندلعت لأيام خلال شهر حزيران الماضي.
ويقولُ التقرير إنَّ الدرس المُستفاد من فشل برنامج إيران النووي، ليس زوال التهديد، بل الإجراءات الحازمة، والخطوط الحمراء الواضحة، والدعم من دول المنطقة، والتي يمكن أن تؤثر جميعها على قرارات طهران، التي حولت تركيزها الآن على ترسانتها من الصواريخ الباليستية.
وذكرت الصحيفة أنَّ "إيران اعترفت أخيراً بما كانت تعرفه المخابرات الإسرائيلية، وأطقمها الجوية بالفعل"، وأضافت: "بعد 5 أشهر من حرب حزيران مع إسرائيل، أصبحت مجموعة أجهزة الطرد المركزي التي تضم حوالى 20 ألف جهاز، خراباً، وتوقف تخصيب اليورانيوم".
وقالت الصحيفة، إنه "في اعتراف علني نادر، أقر مسؤول إيراني بتوقف عمليات تخصيب حالياً، وهو ما يعد إقراراً بفشل استراتيجي، مشيرة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة دمرتا منشآت طهران النووية بالكامل، إلى درجة أن النظام تخلى عن إصلاح بنيته التحتية القديمة".
وأوضحت الصحيفة أن "القضية النووية قد لا تكون التهديد الأهم في الوقت الحالي، لكن الخطر الرئيسي يكمن في الترسانة المتنامية من الصواريخ الباليستية، فقبل عملية حزيران، قدرت المخابرات الإسرائيلية، أن إيران تملك حوالي 2500 صاروخ باليستي، وكان متوقعاً أن يتضاعف العدد إلى 6 آلاف بحلول 2026، وربما 10 آلاف بحلول أوائل 2028".
ووفق الصحيفة، يبدو أن "المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، خلص إلى أنه لا يستطيع هزيمة إسرائيل في مواجهة مباشرة، ويركز الآن على التنافس مع دول المنطقة على النفوذ الإقليمي، بينما يعيد بناء أنظمة الصواريخ والرادار التي دمرتها إسرائيل".
وترى الصحيفة أن هذا الواقع يتطلب عدة خطوات أبرزها أنه على إسرائيل ودول المنطقة، الانتقال من التنسيق المخصص لأنظمة الدفاع الجوي، والصاروخي إلى نظام متكامل بالكامل، يشمل الإنذار المبكر المشترك، والتغطية الرادارية المشتركة، وقواعد واضحة للرد.
وشددت الصحيفة على ضرورة تبادل المزيد من المعلومات عن مواقع الإنتاج الإيرانية، وطرق الإمداد وأنشطة الاختبار، واعتبار الهجوم على أي منها بمثابة تحذير للجميع.
كذلك، أكدت الصحيفة ضرورة صياغة رسالة دبلوماسية مشتركة، توضح لطهران أن أي هجوم صاروخي واسع النطاق على عاصمة واحدة سيُنظر إليه على أنه هجوم على المنطقة بأكملها.
وخلص تقرير "جيروزاليم" إلى أن التهديد الصاروخي الإيراني نفسه، يواجه الآن إسرائيل ودول المنطقة، وكلما أسرعت في التصرف بناءً على هذا الواقع، كانت فرصتها أفضل في إيقاف الحرب القادمة التي ستكون أسوأ بكثير.