علّق البيت الأبيض للمرة الأولى على خطة السلام الأميركية المدعومة من الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكّدًا أنها "خطة جيدة لروسيا وأوكرانيا معًا"، رغم الانتقادات بأنها تستجيب لكثير من مطالب موسكو. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو عملا بسرّية طوال شهر لـ"فهم ما يمكن أن يقدّمه الطرفان من تنازلات من أجل سلام دائم".
الرئاسة الأوكرانية أعلنت أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي تسلّم رسميًا مشروع الخطة، ويعتزم مناقشته مع
ترامب "خلال الأيام المقبلة"، بعد لقائه في كييف وزير الجيش الأميركي دانيال دريسكول، مؤكّدًا استعداد بلاده لـ"العمل البنّاء والسريع" على تنفيذ بنود الخطة، ومشددًا على أن "السلام ضروري" وأن كييف تقدّر جهود
واشنطن. وتلحظ المسودة – بحسب مصادر دبلوماسية – الاعتراف بسيطرة
روسيا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وتقليص حجم الجيش الأوكراني إلى النصف والتخلّي عن الأسلحة البعيدة المدى.
ميدانيًا، أعلنت موسكو سيطرتها على مدينة كوبيانسك الاستراتيجية في شمال شرق أوكرانيا، وقال قائد القوة الغربية سيرغي كوزوفليف للرئيس
فلاديمير بوتين إن القوات "أكملت تحرير المدينة" وتواصل توسيع مناطق سيطرتها في دنيبروبيتروفسك وزابوريجيا وبوكروفسك وسيفيرسك، في حين نفت هيئة الأركان الأوكرانية فقدان كوبيانسك مؤكّدة أنها لا تزال "تحت سيطرة قوات الدفاع الأوكرانية". وأفاد الكرملين بأن بوتين زار مركز قيادة لقواته في الجبهة الغربية وعقد اجتماعًا مع رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف.
أوروبيًا، قوبلت الخطة الأميركية بتحفّظ واضح؛ إذ شددت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس على أن "أي خطة سلام لا تنجح من دون إشراك الأوكرانيين والأوروبيين"، فيما قال
وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إن "السلام لا يمكن أن يعني الاستسلام"، مؤكدًا أن كييف سترفض أي صيغة تُفهم كتنازل قسري. بدوره شدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول على أن أي مفاوضات لوقف إطلاق النار أو تسوية سياسية "يجب أن تتم مع أوكرانيا وبمشاركة
أوروبا".
وعلى وقع استمرار المعارك وتعثر المسارات السياسية، تتواصل عمليات تبادل الجثامين بين موسكو وكييف؛ إذ أعلنت أوكرانيا الخميس تسلّم ألف جثمان تقول روسيا إنها تعود لجنود أوكرانيين، لترتفع بذلك أعداد الجثامين التي استعادتها كييف منذ مطلع العام إلى أكثر من 15 ألفًا، مقابل إعادة مئات الجثامين لروسيا.