استضافت جنوب أفريقيا، اليوم السبت، قمة العشرين التي تضم أكبر اقتصادات العالم، في حدث هو الأول من نوعه على أرض القارة الأفريقية، ما أثار تساؤلات حول إمكانية تعزيز حضور أفريقيا بشكل دائم في هذه القمة.
وجاء انعقاد القمة في ظل غياب الرئيس الأميركي،
دونالد ترامب، حيث دعا المشاركون في إعلان مشترك إلى تحقيق "سلام عادل وشامل ودائم" في
أوكرانيا والسودان وجمهورية الكونغو
الديمقراطية والأراضي
الفلسطينية.
إضعاف للقارة الأفريقية
وأعلن الرئيس
ترامب، مقاطعته لقمة العشرين، متهماً جنوب أفريقيا بانتهاك حقوق "الأقلية الأفريكانية"، وهو ما نفاه الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، مؤكداً خلال افتتاح القمة أن "مواجهة التهديدات تتطلب التعاون والشراكات"، مشيراً إلى أن اعتماد
القادة المشاركين لإعلان مشترك سيكون "إشارة مهمة لقدرة التعددية على تحقيق نتائج".
وعلّق الخبير الاقتصادي في الشؤون الأفريقية، إبراهيم كوليبالي، على المقاطعة قائلاً: "رغم الموقع الاستراتيجي للقارة والتنافس الحالي على مواردها وثرواتها، مثل الليثيوم والذهب واليورانيوم، فإن مقاطعة ترامب تُضعف الدور الأفريقي في قمة العشرين".
وأضاف كوليبالي في تصريح لـ"إرم نيوز": "مع ذلك، من الممكن أن نرى حضوراً مؤثراً لأفريقيا في القمة خلال السنوات المقبلة، خصوصاً مع صعود اقتصادات مهمة مثل نيجيريا، شريطة أن تعمل هذه
الدول على ترتيب أوضاعها الداخلية لضمان المشاركة الفاعلة دون ضغوط".
وشدد الخبير على أن "بعض الدول تعاني من فوضى أمنية وسياسية قد تُستغل لإضعاف موقفها في القمة، لذلك يجب على الدول الأفريقية استثمار مواردها بشكل أفضل والعمل على الحد من الفوضى الداخلية لتعزيز صوتها وموقعها على الساحة الدولية".
شراكة محتملة بين الشمال والجنوب
ومن جانبه قال المحلل السياسي المتخصص في الشئون الأفريقية، محمد تورشين إن "الحضور الأفريقي في قمة العشرين هو حضور غير مؤثّر وغير فاعل، لذا أعتقد أن الدول الأفريقية ومن خلال سعيها المستمر إلى الحضور في القمة عن طريق الاتحاد الأفريقي سيكون مؤثر لكن ليس، الآن، بل في
المستقبل، ومن شأن ذلك إذا حصل أن يعزز من فرص الاتحاد في مناقشة كل
القضايا التي تعنيه أمام الدول المؤثّرة".
وأضاف تورشين في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "الاتحاد الأفريقي مؤهل للحضور كشريك تنموي في قمة العشرين سواء بسبب ثرواته التي يملكها أو أهميته الجيوإستراتيجية، وهو ما سيفتح الباب أمام شراكة تنموية بين الشمال والجنوب".
وبيّن أنّ "الجنوب يملك ثروات ومقدّرات وإمكانيات، ويمكن أن يتعاون مع الشمال الذي له رأس مال، وشركات قادرة على ضخّ استثمارات هائلة". (آرم نيوز)