قال وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل الخطيب إن "النظام الاسرائيلي اعترف علنًا بوقوع اختراقات أمنية عميقة"، بعد الإعلان عن اعتقال ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي بتهمة نقل وثائق نووية وعسكرية سرية إلى طهران، معتبراً أن ما يجري "يعكس قدرة الأمة الإيرانية وأجهزتها العسكرية والاستخباراتية والأمنية".
الخطيب، الذي كان يتحدث خلال زيارة إلى إقليم كهجيلويه وبوير أحمد، ربط بين هذه التطورات وبين المواجهة العسكرية التي استمرت 12 يومًا في حزيران 2025، عقب الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية ومشاركة
الولايات المتحدة في قصف ثلاثة مواقع نووية. ورأى أن تلك الحرب كشفت "نقاط ضعف عميقة" في المنظومة الأمنية
الإسرائيلية، وأدّت إلى "تراجع مكانة النظام وشعبيته وهيبته" على المستوى الدولي، رغم الثمن
البشري الذي دفعته
إيران بعد مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون.
وفي الداخل الإسرائيلي، تتوالى تقارير إعلامية عن ملفات تجسس لصالح إيران. فقد كشفت القناة 15 عن تسلل إيراني إلى منشآت عسكرية حساسة، من بينها قاعدة هاتسريم الجوية، فيما وصف المكتب العسكري في القناة 14 حجم الاختراق بأنه "غير مسبوق ومذهل"، مع إشارة مراسلها الأمني إلى أن وتيرة اعتقال إسرائيليين بتهمة التجسس لطهران "لا تصدَّق".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحدثت عن محاكمة الشاب رافائيل رؤوفيني (22 عامًا) من بئر السبع، المتهم بالتواصل مع وسيط إيراني عبر "تلغرام" وتسليم معلومات حساسة عن قاعدته مقابل المال، مع تعهّد بإبلاغ جهة الاتصال إذا رفعت
القاعدة مستوى تأهبها. كما أوردت تقارير عن ملف آخر يخص شمعون أزارزار (27 عامًا) المتهم بنقل صور وإحداثيات لمواقع عسكرية، مستغلاً صديقته الجندية في الاحتياط، وقضية ثالثة تخص يوسف عين إيلي (23 عامًا) من طبريا، الذي يُشتبه بأنه جمع معلومات عن فنادق وجنود ومسؤولين لصالح الاستخبارات الإيرانية مقابل آلاف الشواقل، في تحقيقات مشتركة بين "الشاباك" ووحدة "لاهاف 433".
الخطيب ذهب أبعد من ذلك بالقول إن طهران حصلت على "كنز" من المعلومات الاستخباراتية من داخل
إسرائيل، يشمل، بحسب تعبيره، ملايين الصفحات من الوثائق المرتبطة بمشاريع الأسلحة النووية السابقة والحالية، وبرامج مشتركة مع الولايات المتحدة ودول أوروبية، وكذلك تفاصيل عن "البنية الداخلية للمؤسسات النووية الإسرائيلية". وأكد أن من بين المتعاونين مع إيران عناصر من داخل المؤسسات الإسرائيلية إضافة إلى مدنيين عاديين، مدفوعين إما بأسباب مالية أو بـ"استياء عميق من سياسات رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو". (طهران تايمز)