Advertisement

عربي-دولي

لماذا جعلت العلاقة بين بن سلمان وترامب إسرائيل في وضع غير مؤات؟.. تقرير لـ"The Guardian" يُجيب

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
24-11-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1446170-638995895407110865.jpg
Doc-P-1446170-638995895407110865.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أن "الترحيب الذي تلقاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض يُعد الأكثر فخامة في ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما ويُظهر بشكا واضح للغاية أولويات السياسة الخارجية. وُصفت الزيارة بأنها مجرد زيارة عمل، لكنها كانت أكثر بذخًا من أي زيارة قامت بها أي دولة سابقة. فقد استقبل الرئيس الأمير في الحديقة الجنوبية، أكبر مسرح في البيت الأبيض، وكان هناك رجال يرتدون الزي العسكري ويمتطون الخيول ويحملون الأعلام، وطائرات مقاتلة تحلق في الجو. وبمجرد دخوله المكتب البيضاوي المُذهّب حديثًا، بدا ترامب مفتونًا، وأمسك بيد الأمير، وأعلن مرارًا شرف صداقته الملكية. وعندما اخترقت إحدى الصحفيات هذه الفقاعة الذهبية من خلال إثارة قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، شن ترامب هجوما عنيفا عليها وعلى شبكة ABC التي تعمل بها"...
Advertisement

وإذا كان هناك تحول حقيقي برز خلال زيارة بن سلمان يوم الثلاثاء، فقد كان في سماء واشنطن. فقد أكد ترامب أن طائرات الشبح المقاتلة F-35 التي عرضت خلال العرض الجوي للأمير الزائر معروضة للبيع للمملكة العربية السعودية، ولن تكون الصفقة مشروطة، وستكون مواصفات طائرات F-35 السعودية مطابقة لتلك الإسرائيلية".

وتابعت الصحيفة، "إذا أُقرّ الاتفاق، فسيُخالف أحد المبادئ الراسخة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وهو أن إسرائيل دائمًا ما تحصل على أفضل المعدات العسكرية، مما يمنحها "أفضلية نوعية" مُقدّرة على حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة. وفي تلميحٍ إلى تخلّيه عن هذا المبدأ، أوضح ترامب أن كلا البلدين سيحصلان على الأفضل نظرًا لتقاربهما المُتساوي مع واشنطن. وقال الرئيس: "السعودية حليفٌ عظيم، وإسرائيل حليفٌ عظيم. من وجهة نظري، أعتقد أنهما في مستوىً يُفترض أن يكونا فيه في الصدارة". في الحقيقة، هذه ليست اللغة التي تحب إسرائيل سماعها من واشنطن، وكانت هذه أحدث انتكاسة من بين عدة انتكاسات في العلاقات الثنائية في الأشهر الأخيرة".

وأضافت الصحيفة، "قد يكون الأمر الذي له الأهمية المحتملة عينها لبيع مقاتلات F-35، هو إعلان الإدارة أنها سترفع الحظر المفروض على بيع شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ويعزز هذا القرار بشكل كبير طموحات الرياض في أن تصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا مع مراكز بيانات ضخمة كثيفة الاستهلاك للطاقة والتي ستكون الأساس للاقتصاد العالمي للذكاء الاصطناعي الذي يمكن للمملكة والولايات المتحدة أن تقوده معًا".

وبحسب الصحيفة، "قام غريغوري غوس، وهو باحث زائر في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، بمقارنة طموحات الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية في اقتصاد الذكاء الاصطناعي مع تطوير حقول النفط السعودية بقيادة الشركات الأميركية في ثلاثينيات القرن العشرين، وقال إن "هذا قد يكون رابطا حقيقيا قويا بين الدولتين، وهو ضمان أفضل لالتزام الولايات المتحدة بأمن السعودية من أي شيء يمكن كتابته على قطعة من الورق". وشهدت الآونة الأخيرة أحداثًا أخرى أشارت، ولو مؤقتًا، إلى ابتعاد الولايات المتحدة عن الهيمنة الإسرائيلية في سياسة الشرق الأوسط. يوم الاثنين، تضمن قرارٌ لمجلس الأمن الدولي، صاغته الولايات المتحدة، إشارةً إلى مسارٍ محتملٍ نحو دولة فلسطينية مستقلة، رغم الجهود الإسرائيلية اليائسة لحذف هذا البند. وقبل بضعة أشهر، في نهاية حزيران، رفع ترامب بعض العقوبات عن سوريا، وهو ما يتعارض مرة أخرى مع التوجهات الإسرائيلية. وفي أيار، قام بجولة في الشرق الأوسط لعرض سياسته الخارجية، وزار المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، لكنه لم يزر إسرائيل".

ورأت الصحيفة أن "كل هذا يشير إلى انحراف في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط عما يمكن القول إنه ذروة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، عندما حقق ترامب الهدف الذي سعى إليه بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة وانضم إلى إسرائيل في شن غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية في حزيران، مما أثار القلق في كل أنحاء الخليج. وقالت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث السياسية الخارجية: "لقد شعر القادة السعوديون بالقلق إزاء السرعة التي يهدد بها الصراع بالانتشار في كل أنحاء المنطقة". وأضافت: "ورغم صمود وقف إطلاق النار الهش حتى الآن، فإن الرياض لا تزال حذرة من احتمال اندلاع مواجهة أخرى دون سابق إنذار"."

وتابعت الصحيفة، "في أعقاب الضربات على إيران، يبدو أن نتنياهو قد استخفّ بدعم واشنطن، بل وتجاوز حدوده، فقصف هدفًا في العاصمة القطرية، الدوحة، في محاولة لقتل مسؤولين في حماس، وأفادت التقارير أن ترامب لم يكن على علم بخطة قصف حليف إقليمي وثيق. ورد ترامب بإهانة نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض في أواخر أيلول، مما أجبره على الاتصال بنظيره القطري من المكتب البيضاوي من أجل الاعتذار. في ظل إدارة ترامب التجارية، يصعب على إسرائيل منافسة دول الخليج. فقد وعد بن سلمان باستثمارات سعودية بقيمة تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، كما منحت قطر ترامب طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار لاستخدامها كطائرة رئاسية جديدة. كما وتتدفق مبالغ طائلة من المال في القطاعين العام والخاص. فقد استثمرت السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة مجتمعةً ما يقارب 5 مليارات دولار في صندوق يديره صهر ترامب، جاريد كوشنر".

وأضافت الصحيفة، "لقد أظهر ترامب باستمرار تقاربًا أكبر مع الحكام المطلقين منه مع القادة المنتخبين، ولا يواجه بن سلمان أيًا من القيود التي تُقلق نتنياهو في سعيه للحفاظ على تماسك ائتلافه. ويؤكد ولي العهد السعودي باستمرار أنه إذا خيبت الولايات المتحدة الآمال، فإن مملكته ستتجه إلى الصين للحصول على المعدات والضمانات الأمنية التي تحتاجها. وفي الواقع، يعود الخوف من احتمال "توجه" السعودية نحو الصين إلى الإدارة السابقة، وقد ساهم ذلك في تحوّل موقف الرئيس السابق جو بايدن من الأمير محمد...
وبحسب الصحيفة، "عند إعلانه عن وعد استثماري بقيمة تريليون دولار، لم يُحدد بن سلمان جدولًا زمنيًا، كما لم يتضح عدد طائرات F-35 التي ستبيعها الولايات المتحدة للرياض. ولا يبدو أن العديد من البنود المدرجة على جدول أعمال القمة ستُنجز قريبًا، مثل اتفاقية دفاع ثنائية واتفاقية طاقة نووية مدنية، والتي يُمكن للكونغرس عرقلتها. وطُرِحَت فكرة تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم، لكن ولي العهد رَفَضَها بلُطف، وأوضح أن التطبيع سيعتمد على التزامٍ راسخٍ بإقامة دولة فلسطينية، وهو التزامٌ يفوق بكثير الصياغة الغامضة والمشروطة في قرار مجلس الأمن الصادر يوم الاثنين. وعندما يتعلق الأمر بغزة وفلسطين ككل، لا يرى دانييل ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة/الشرق الأوسط ومحلل شؤون المنطقة، سوى احتمالات ضئيلة للغاية للتغيير، وقال: "في الملف الفلسطيني، أعتقد أن إسرائيل تتمتع بحرية التصرف التامة. لقد أطلقوا سراح الرهائن، وما زالوا يقصفون غزة". ولكن في الصورة الأكبر، زعم أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط كلما تغيرت، ظلت على حالها. وقال: "إنها سياسة يحركها في المقام الأول أشخاص ذوو فهم سطحي للغاية للمنطقة، ويستمدون توجيهاتهم من إسرائيل وعدد قليل من حكام المنطقة"."
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban