Advertisement

عربي-دولي

البابا لاوون الرابع عشر يدعو لوحدة المسيحيّين في وجه الحروب (صور)

Lebanon 24
28-11-2025 | 12:49
A-
A+
Doc-P-1448236-638999564457623794.jpg
Doc-P-1448236-638999564457623794.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
شدّد البابا لاوُون الرابع عشر على أنّ ذكرى مجمع نيقية الأوّل تشكّل اليوم نداءً ملحًّا إلى الوَحدة بين المسيحيين في عالم ممزَّق بالعنف والنزاعات، داعيًا إلى سلوك دروب اللقاء الأخوي والحوار والتعاون.
Advertisement


جاء ذلك خلال صلاة مسكونية أقيمت في موقع نيقية القديمة، في إزنيك بتركيا، بمشاركة قداسة البابا ونحو 27 من رؤساء الكنائس وقادتها، إحياءً للذكرى الـ1700 لانعقاد أوّل مجمع مسكوني في تاريخ الكنيسة، وذلك في اليوم الثاني من زيارته الرسولية إلى تركيا.


في كلمته، شكر البابا لاوُن البطريرك المسكوني برثلماوس الأوّل على "حكمته وبُعد نظره" في الدعوة إلى إحياء هذه الذكرى معًا في المكان نفسه الذي التأم فيه المجمع، كما عبّر عن امتنانه لرؤساء الكنائس وممثّلي الاتحادات المسيحية العالمية الذين لبّوا الدعوة للمشاركة في هذا الحدث التاريخي.


وتوقّف الحبر الأعظم عند السؤال الجوهري الذي يضعه مجمع نيقية أمام المسيحيين اليوم: "من هو يسوع المسيح بالنسبة لنا؟". وحذّر من خطر حصر المسيح في صورة "قائد كاريزمي أو رجل خارق"، وهو تشويه، كما قال، يقود في النهاية إلى الحزن والارتباك. وذكّر بأنّ المجمع جاء ردًّا على تعليم أريوس الذي أنكر ألوهية المسيح وحصره في مجرّد وسيط بين الله والإنسان، متجاهلًا سرّ التجسّد. وأضاف: "إن لم يَصِر الله إنسانًا، فكيف يمكن للبشر الفانين أن يشاركوا في حياته التي لا تفنى؟".


وأشار البابا إلى أنّ ما كان على المحكّ في نيقية ولا يزال اليوم هو الإيمان بالإله الذي صار إنسانًا مثلنا في يسوع المسيح، "لكي يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية". وذكّر بأنّ قانون الإيمان النيقاوي–القسطنطيني، الذي وُلد من هذا المجمع، يشكّل "بوصلة" لوَحدة المسيحيين وتمييز المسار الصحيح، لافتًا إلى أنّ الإيمان "بِربٍّ واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، المساوي للآب في الجوهر" هو رباط عميق يوحِّد جميع الكنائس والجماعات المسيحية، حتى تلك التي لا تستخدم هذا النصّ في ليتورجيتها لأسباب مختلفة.


وانطلاقًا من هذا الرباط الإيماني، دعا البابا جميع المسيحيين إلى متابعة المسيرة نحو الشركة الكاملة عبر التزام متجدّد بكلمة الله المعلَنة في يسوع المسيح، وبإرشاد الروح القدس، وفي المحبّة المتبادلة والحوار، لتخطّي "معثرة الانقسامات" التي لا تزال قائمة، وتعزيز رغبة الوَحدة التي صلّى المسيح من أجلها وقدّم حياته في سبيلها. وأكّد أنّ كل خطوة على طريق المصالحة بين المسيحيين تجعل شهادتهم للإنجيل أكثر صدقيّة، إذ إنّ إنجيل المسيح "إعلان رجاء للجميع ورسالة سلام وأخوّة شاملة تتجاوز حدود الجماعات والأوطان".


وتطرّق الحبر الأعظم إلى الواقع المأساوي الذي يعيشه العالم اليوم "المثقَل بالصراعات والعنف"، مبيّنًا أنّ الرغبة في الوَحدة بين جميع المؤمنين بيسوع المسيح تتلازم مع البحث عن الأخوّة بين جميع البشر. وقال إنّ الاعتراف بإله واحد أبٍ للجميع يستتبع الاعتراف بكلّ إنسان، رجلًا كان أم امرأة، أيًّا كانت قوميته أو عِرقه أو دينه أو رأيه، كأخٍ أو أخت لنا، مشيرًا إلى أنّ الأديان مؤتمنة بطبيعتها على تعزيز هذه الحقيقة وتشجيع الأشخاص والشعوب على عيشها.


ودعا البابا إلى "رفض قاطع" لكلّ استخدام للدين في تبرير الحرب أو العنف أو أيّ شكل من أشكال الأصولية والتطرّف، مؤكّدًا أنّ الطريق الذي ينبغي سلوكه هو طريق "اللقاء الأخوي والحوار والتعاون".


واختتم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته رافعًا الصلاة إلى الله الآب، الكلي القدرة والرأفة، كي يجعل من إحياء الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية الأوّل "ينبوع ثمار وافرة من المصالحة والوَحدة والسلام" للكنيسة والعالم.
























 
 
مواضيع ذات صلة
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك