ظل العالم الشخصي والعائلي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قابعا خلف ستار حديدي من السرية والتكتم الشديدين. بيد أنه تطفو بين الحين والآخر تقارير عن أبناء مزعومين له.
رسمياً، لبوتين ابنتان من زواجه السابق من ليودميلا بوتينا هما ماريا فورونتسوفا، 40 عامًا، المتخصصة في الغدد الصماء، وكاتيرينا تيخونوفا، 39 عامًا، والتي تعمل مديرة مشروعات. وهاتان الابنتان تُعدّان الواجهة العائلية الرسمية لبوتين، وتعيشان حياة مهنية مستقرة بعيدًا عن الأضواء العامة، مع الحفاظ على خصوصيتهما التامة مع والدها.
تعد إليزافيتا رودنوفا، 22 عامًا، أبرز الأسماء في قائمة الأبناء المزعومين لبوتين. ويُعتقد أنها ابنة
بوتين من علاقة سابقة بسفيتلانا كريفونوجيخ، التي كانت عاملة نظافة في أحد قصوره. وتحمل رودنوفا شبها كبيرا ببوتين، وهو ما جعلها محط أنظار
وسائل الإعلام الروسية والدولية.
وبعد كشف صلتها ببوتين، واجهت رودنوفا انتقادات واسعة بسبب أسلوب حياتها الفاخر في وقت كانت
روسيا تواجه أزمات اقتصادية وصحية. لكنها اختفت لاحقًا من المنصات الروسية وغادرت البلاد قبل العملية الروسية في
أوكرانيا عام 2022، لتستقر في
باريس حيث تخرجت من معهد إيكارت لإدارة الثقافة والفنون، وتعمل في معرضين فنيين ينظمان معارض معارضة للحرب.
رودنوفا عبرت عن شعورها بالضغط الناتج عن ارتباطها بوالدها في مقابلات نادرة، معتبرة نفسها ضحية عبء الأسرة المزعومة.
وتظهر التقارير الإعلامية أن بوتين وألينا كاباييفا، لاعبة الجمباز الإيقاعي السابقة، أنجبا ولديْن صغيري العمر، إيفان، 9 أعوام، وفلاديمير جونيور، 5 أعوام، وربما ابنتين (توأم) لم يتأكد وجودهما.
ويعيش الولدان في مجمع سكني محصن في قصر بحيرة فالداي شمال غرب
موسكو، تحت حماية مشددة من الخدمة الفيدرالية للأمن.
ويتلقى الصبيان تعليمهما داخل
القصر بواسطة مربيات خاصات، ولا يحضرون مدارس تقليدية، كما أنهما لا يختلطان بأطفال آخرين. وتتم تنقلاتهما اليومية، سواء عبر القطار المدرع أو اليخت الخاص، وتخضع لمراقبة أمنية مشددة، كما أن لهما أكواب شرب شخصية مخصصة لتجنب أي محاولات تسميم محتملة. ويُعتقد أنهم غير مطلعين على تفاصيل الحرب في أوكرانيا.
ووفقا للتقرير، يولي بوتين اهتمامًا خاصًا بتربية هذين الولدين، ويظهر في معاملتهما صرامة شديدة، حيث لا يسمح لأحد بالتحدث إليهما بصرامة إلا هو، في إطار تربية تهدف إلى تنشئتهم كمواطنين مخلصين له ولروسيا، وفقًا لمراقبين وباحثين في الشؤون الروسية.
تشير هذه الصورة إلى حياة مزدوجة لأبناء بوتين: بين فتيات رسميات يتبعن حياة مهنية مستقرة وخلفية عائلية هادئة، وأبناء مزعومون يعيشون في عزلة تامة داخل مجمعات محصنة وخاضعة لمراقبة صارمة.
وتعكس هذه الفروق التوازن الدقيق بين الخصوصية العائلية والأمن الشخصي لزعيم يعتقد أن حياته وعائلته عرضة للتهديد، حتى في أقدس تفاصيلها. (العين)