Advertisement

عربي-دولي

البحر الأسود يشتعل… كيف قلبت أوكرانيا قواعد الاشتباك مع روسيا؟

Lebanon 24
07-12-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1452060-639007407575279634.webp
Doc-P-1452060-639007407575279634.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت "آرم نيوز": لم يعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا مقتصرًا على الجبهات البرية، بل امتد بسرعة إلى مياه البحر الأسود، حيث تشهد المنطقة تحولًا نوعيًا قد يعيد رسم قواعد الاشتباك فيها.
Advertisement


في الأيام الأخيرة، نفّذت الطائرات المسيّرة الأوكرانية سلسلة هجمات استهدفت سفنًا مدنية، ما دفع موسكو إلى التهديد مجددًا بالسيطرة على المدن الساحلية الأوكرانية، في سيناريو يسلّط الضوء على ملفات حساسة تتعلق بنيكولايف وأوديسا ومستقبل الوجود الأوكراني في البحر.


بدأت هذه الأزمة في 28 تشرين الثاني الماضي، حين تعرّضت ناقلتا النفط "كايروس" و"فيرات" لهجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية أثناء عبورهما المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا.


وخلال 24 ساعة فقط، تعرّضت "فيرات" لهجوم ثانٍ، ما أكد أن الحادث لم يكن معزولًا، وبعد يومين، تعرضت السفينة الروسية "ميدفولغا 2" لهجوم بطائرة مسيّرة انتحارية أوكرانية أثناء توجهها من روسيا إلى جورجيا.


هذا التصعيد المفاجئ أثار قلق أنقرة، التي اعتبرت أن هذه الهجمات تشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة الملاحة، الأرواح، والبيئة في مياهها الإقليمية.


رغم أن تركيا لم تحدد الجهة المسؤولة عن الهجمات، نشرت وسائل إعلام أوكرانية ودولية، أبرزها وكالة "أسوشيتد برس"، مقاطع فيديو تؤكد تورط كييف، التي لم تتردد في تبني العمليات وتقديم أدلة مصورة أعدتها أجهزة استخباراتها، في رسالة واضحة موجهة إلى موسكو والغرب معًا.


حاولت بعض وسائل الإعلام الغربية تفسير هذه الضربات على أنها تستهدف جهود روسيا في تصدير النفط عالميًا وقطع ما تعتبره شريان تمويل الحرب عبر "أسطول الأشباح". من جهته، ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلغة غير مسبوقة، واصفًا الهجمات الأوكرانية بأنها "قرصنة بحرية"، ومؤكدًا قدرة روسيا على عزل أوكرانيا بالكامل عن البحر إذا استمرت في استهداف السفن المدنية.


ويشير المراقبون إلى أن هذا التهديد يلمّح بشكل مباشر لاحتمال توجه روسيا نحو السيطرة على نيكولايف وأوديسا، آخر المنافذ البحرية الإستراتيجية لأوكرانيا، ما يعني عمليًا شل اقتصادها وعزلها تجاريًا، وإعادة خريطة النفوذ البحري إلى وضع يشبه ما قبل عام 1991.


ويعتبر الخبراء أن تصاعد استهداف السفن في البحر الأسود يفتح مرحلة جديدة من المخاطر، إذ ترى موسكو في هذه الهجمات مبررًا لتوسيع عملياتها نحو نيكولايف وأوديسا، بينما تتعامل أوكرانيا معها كغطاء قانوني للضغط على روسيا.


ويضيف الخبراء أن التقدم الروسي على الأرض وطول أمد المفاوضات يرفعان احتمال التصعيد، وسط اتهامات أوروبية بالسعي لإفشال خطة ترامب للسلام، ما يجعل المدينتين الإستراتيجيتين في قلب أي مواجهة مقبلة.


وفي هذا السياق، قال الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الهجمات التخريبية التي تنفذها القوات أو المخابرات الأوكرانية، والتي امتدت إلى المياه التجارية التركية مؤخرًا، تعكس تطورًا خطيرًا في نوعية الاستهدافات التي "تحرض عليها الاستخبارات الغربية، خاصة البريطانية"، على حد وصفه.


ورأى أيوب في تصريح لـ"إرم نيوز" أن هذه العمليات تثير تساؤلات حول محاولة عرقلة المفاوضات، وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، معتبرًا أن المكاسب العسكرية الروسية الأخيرة عززت قناعة موسكو بأن أوكرانيا والدول الداعمة لها لم تعد تملك القدرة السابقة على المواجهة.


وأضاف أن استهداف السفن قد يوفر مبررًا لروسيا لتوسيع نطاق عملياتها، خاصة أن أي وقف لإطلاق النار، وفق خطوط التماس الحالية، سيعني تحقيق موسكو جزءًا كبيرًا من أهدافها، بما في ذلك منع انضمام أوكرانيا للناتو، وتقليص قدرات جيشها.
وتوقع أيوب أن تصبح نيكولايف وأوديسا محورًا رئيساً للعمليات في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن السيطرة عليهما ستحرم أوكرانيا من منفذ بحري، وتحد من حركة أسطول الناتو.


ولفت إلى أن تحذيرات ترامب لكييف والدول الأوروبية من خسائر أكبر في حال عرقلة مبادرته تأتي في وقت تراهن فيه أوروبا على إطالة أمد الصراع، واستنزاف موسكو، موضحًا أن التقدم الميداني يشكل العامل الحاسم لروسيا، وأن ردّها على أي تصعيد غربي قد يشمل خاركيف، وأوديسا، ونيكولايف.

وأشار، في الوقت نفسه، إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يراهن على عامل الوقت لتجنب سيناريو سلام قد ينهي مستقبله السياسي ما دامت موسكو لم تحسم المعركة بالكامل.


من جانبه، أكد محمد العروقي، الخبير في الشؤون الأوكرانية، أن روسيا كانت، منذ بداية الحرب، تنظر إلى نيكولايف، وأوديسا، وخاركيف، وسومي، كأهداف إستراتيجية، نظرًا لأهميتها في الخطين الشرقي والجنوب الشرقي لأوكرانيا، وبما يخدم رؤيتها لإقامة ما تسميه "روسيا الجديدة" في تلك المناطق.


وأشار في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أنه لا يستبعد إطلاقًا لجوء موسكو إلى قصف مكثف أو عملية برية في أوديسا إذا تصاعدت الأزمة، إلى جانب تكثيف الهجمات على نيكولايف. 


وأضاف العروقي أن المشهد أصبح أكثر تعقيدًا، وأن تداعياته ستظهر قريبًا، في ظل مفاوضات وصفها بـ"الماراثونية" بين الجانبين، والتي تتأثر مباشرة بالتطورات العسكرية في البحر الأسود.


ولفت إلى أن الضربات الأوكرانية التي استهدفت سفنًا في المنطقة الاقتصادية للبحر الأسود أضرت كذلك بتركيا، وأثرت على علاقاتها مع روسيا، مؤكدًا أن استهداف أوكرانيا لما يعرف بـ"أسطول الظل الروسي" يمنحها غطاءً قانونيًا دوليًا لمواصلة تلك العمليات، وهو ما يعد مؤشرًا على توتر وتصعيد أكبر في المرحلة المقبلة. (آرم نيوز) 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك