Advertisement

عربي-دولي

في دقائق معدودة… هذا السلاح خلع تفوّق إسرائيل من السماء

Lebanon 24
08-12-2025 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1452233-639007874272090051.jpg
Doc-P-1452233-639007874272090051.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
دوّت صافرات الإنذار في مساء الأول من تشرين الأول 2024 في كل أنحاء إسرائيل والأراضي المحتلة، بالتزامن مع انطلاق الردّ الصاروخي الإيراني على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية. حملت العملية اسم "الوعد الصادق 2"، ووصلت غالبية الصواريخ إلى أهدافها رغم محاولات الاعتراض الكثيفة من منظومات الدفاع الإسرائيلية المدعومة أميركياً وإقليمياً.
Advertisement

وثّق المستوطنون لحظات سقوط الصواريخ، فيما تابع الفلسطينيون المشهد من الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل وسط أصداء الانفجارات، كما شوهدت الصواريخ بوضوح في الأجواء الأردنية. استخدمت إيران صواريخ باليستية وفرط صوتية قطعت مسافاتها خلال دقائق معدودة، ما أربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي أطلقت بدورها عشرات الصواريخ الاعتراضية.

عقب الضربة، وصف بنيامين نتنياهو الهجوم الإيراني بـ"الخطأ الفادح"، إلا أن الردّ الإسرائيلي بقي دون مستوى التهديدات المعلنة، في ظل ميزان ردع جديد فرض معادلات أكثر تعقيداً.

أدركت إسرائيل سريعاً أن منظوماتها الدفاعية غير قادرة على استيعاب موجات صاروخية من هذا النوع من دون غطاء أميركي مباشر. وفي 13 تشرين الأول 2024، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية نيتها نشر منظومة "ثاد" لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى داخل إسرائيل، برفقة قوة أميركية لتشغيلها. وبعد أسبوع واحد فقط، أكّد وزير الدفاع الأميركي حينها لويد أوستن أن المنظومة باتت في موقعها.

وبرّر البنتاغون الخطوة بأنها تأتي لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية في أعقاب الهجمات الإيرانية غير المسبوقة في نيسان وتشرين الأول 2024، في إشارة واضحة إلى حجم الثغرات التي كشفتها الضربات الأخيرة.

طبقات الدفاع الإسرائيلية… واختبار الفشل

تمتلك إسرائيل منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات، تبدأ بالقبة الحديدية المخصّصة لاعتراض التهديدات القصيرة المدى بين 4 و70 كيلومتراً، مروراً بمنظومة “مقلاع داود” لاعتراض الصواريخ المتوسطة حتى 300 كيلومتر، وصولاً إلى منظومة “أرو” بنسختيها “أرو 2” و”أرو 3” لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي وعلى ارتفاعات عالية.

غير أن هجوم الأول من تشرين الأول كشف قصوراً واسعاً في هذه الشبكة المعقّدة، سواء في اعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، أو في التصدي للطائرات المسيّرة ذات البصمة الرادارية المنخفضة التي نجحت في الوصول إلى أهداف حساسة، من بينها مواقع عسكرية ومحيط مقر إقامة نتنياهو.

لماذا "ثاد" تحديداً؟

تُعد منظومة "ثاد" أحدث منظومات الدفاع الصاروخي الأميركية، وهي مصمّمة لاعتراض الصواريخ الباليستية في مرحلتها النهائية على مدى يصل إلى 200 كيلومتر وارتفاع يقارب 150 كيلومتراً، داخل الغلاف الجوي وخارجه.

تتميّز "ثاد" بقدرتها على توفير مظلة حماية أوسع من "باتريوت"، وتعمل تكاملياً مع منظومات "أيجيس" البحرية و"أرو" الإسرائيلية، بما يضيف طبقة دفاع إضافية في المستويات العليا من المجال الجوي.

وتعتمد المنظومة مبدأ "الاصطدام للتدمير"، أي تدمير الصاروخ المعادي بطاقة حركية مباشرة من دون رأس متفجّر، ما يتطلب دقة استثنائية في التتبع والإصابة.

منظومات الدفاع الصاروخي: سباق قديم بثوب حديث

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، انطلق سباق التسلّح الصاروخي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وترافق معه سباق موازٍ لتطوير أنظمة مضادة لتلك الصواريخ. ومع تطوّر الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، باتت الحاجة ملحّة لأنظمة اعتراض قادرة على مواجهة تهديدات فائقة السرعة والدقة.

تُعد منظومات الدفاع الصاروخي اليوم شبكة مترابطة من الرادارات، ومستشعرات الأقمار الاصطناعية، ومراكز القيادة والتحكّم، ومنصات إطلاق الصواريخ الاعتراضية، تعمل جميعها ضمن منظومة واحدة هدفها رصد التهديد، تتبعه، ثم تدميره قبل بلوغه هدفه.

ثغرات الكلفة والطاقة والحرب الإلكترونية

ورغم التقدم الهائل في هذا المجال، تبقى الكلفة العالية واحدة من أبرز نقاط ضعف هذه المنظومات، إذ تحتاج رادارات "ثاد" إلى طاقة كهربائية تفوق بعشر مرات ما يحتاجه رادار “باتريوت”، فضلاً عن تعرّضها الدائم لمخاطر التشويش والحرب السيبرانية.

المنظومات المنافسة: روسيا، الصين وأوروبا

إلى جانب "ثاد"، تمتلك روسيا منظومة "إس-400" بمدى يصل إلى 400 كيلومتر، وتُعد من أخطر الأنظمة على الطائرات الشبحية. أما الصين فطوّرت منظومة "هونغ تشي-9" مستندة إلى تقنيات روسية وأميركية، فيما تعتمد فرنسا وإيطاليا على منظومة "أستر 30" ضمن شبكة دفاع الناتو الأوروبية.

الخلاصة: الصاروخ ما زال صاحب المبادرة

على الرغم من كل هذا التطور في أنظمة الدفاع الجوي، تبقى الصواريخ الهجومية في موقع المبادرة، فيما تظل الدفاعات في موقع ردّ الفعل. وهو ما يمنح القوى الأضعف نسبياً قدرة حقيقية على إحداث اختراقات تكتيكية واستراتيجية، كما أثبتت المواجهة الأخيرة في سماء إسرائيل.

مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك