أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ المؤسسة الأمنية
الإسرائيلية توصّلت إلى تفاهمات مع القوات الأميركية في كريات غات، تقضي بتقسيم مدينة رفح إلى خلايا ميدانية، تمهيدًا لما وصفته بـ"تطهير" المنطقة.
وذكر موقع "واللا" العبري، في تقرير بعنوان "الاستعدادات لرفح الجديدة"، أنّ مفاوضات جرت بين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والجهاز الأميركي في كريات غات حول آلية توزيع ما يُعرف بـ«المضلّعات»، أي تقسيم المدينة إلى خلايا ميدانية وفق عدد محدد من الوحدات في ما يُسمّى "المدينة الجديدة" في رفح.
ونقل الموقع عن مصادر في القيادة الجنوبية أنّ هذا التطور يُعدّ تقدّمًا في المسار الميداني، إذ من المقرر أن تبدأ الأعمال الهندسية داخل هذه المضلعات بعد استكمال الإجراءات الأمنية. وأشار إلى أنّ ممثلين عن منظمات إغاثة دولية سيصلون، عقب الحصول على الموافقات اللازمة وإجراء عمليات تفتيش، للتأكد من خلو المناطق من مخلفات القنابل والمتفجرات، ومن جاهزيتها لبدء الأعمال الهندسية، بما في ذلك إقامة سقوف لإيواء
الفلسطينيين الذين سيقطنون هناك.
ولفت التقرير إلى أنّ الموافقة النهائية على تطهير المنطقة من العبوات الناسفة والبنى التحتية الخطرة والأنقاض لم تُمنح بعد، رغم تأكيد مصادر في القيادة الجنوبية أنّ المنطقة "طُهّرت" مبدئيًا، مع الإقرار بأنّ حجم العمل على الأرض لا يزال كبيرًا قبل إحراز تقدم فعلي.
وفي موازاة ذلك، أشار الموقع إلى تكدّس معدات هندسية في جنوب
قطاع غزة، بانتظار ما وصفه بـ"الضوء الأخضر" لبدء التنفيذ.
وفي سياق متصل، تحدّث "واللا" عن عقد مؤتمر وُصف بالمهم لإسرائيل، يهدف إلى استكشاف مدى استعداد دول للمشاركة في قوة متعددة الجنسيات للعمل في قطاع غزة والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أنّ إرسال قوات إلى القطاع يُستبعد من دول مثل
تركيا وقطر، ولا سيما تلك التي تعلن مواقف عدائية تجاه
إسرائيل.
كما شدّدت المصادر على ضرورة نزع سلاح حركة "
حماس" وتسليم إدارة القطاع إلى قوة متعددة الجنسيات، مشيرة إلى أنّ
الولايات المتحدة قد تكثّف ضغوطها للانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، في حال أبدت بعض الدول حماسة لإرسال قوات عسكرية.
وفي هذا الإطار، يواصل
البيت الأبيض الضغط على الحكومة الإسرائيلية للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار قطاع غزة. ووفق مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإنّ الانتقادات التي وجّهها الرئيس الأميركي
دونالد ترامب مؤخرًا لا ترتبط باغتيال رائد سعد، الرجل الثاني في "حماس"، ردًا على تفجير عبوة ناسفة أُصيب نتيجتها جنديان إسرائيليان بجروح طفيفة جنوب القطاع، بل تعود إلى إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية قبل استعادة جثمان ران غويلي.
(واللا)