تمضي
إسرائيل في التحضير لاحتمال مواجهة عسكرية مع
إيران، عبر بناء ما تصفه وسائل إعلام عبرية بـ"حدائق خلفية" إقليمية، تتيح لها هامش مناورة أوسع، وتوفّر مطارات بديلة لتقليص الخسائر في حال تنفيذ ضربة ضد طهران.
وذكرت صحيفة معاريف أن التحالف مع اليونان وقبرص يكتسب أهمية استراتيجية، مشيرة إلى أن سلاح الجو اليوناني، بما يمتلكه من مقاتلات متقدمة من طراز F-35 وF-16، يشكّل ركيزة لوجستية وعسكرية يمكن لإسرائيل الاعتماد عليها خلال أي صراع محتمل مع إيران.
أما قبرص، فرغم محدودية قوتها الجوية، فإن قدراتها في النقل الجوي والمروحيات تجعلها، وفق الصحيفة، أشبه بـ"حاملة طائرات" بالنسبة لإسرائيل.
وخلال حرب الأيام الـ12 مع إيران، تحولت مطارات اليونان وقبرص إلى محطات للطائرات المدنية
الإسرائيلية، فيما أجرى سلاح الجو
الإسرائيلي تدريبات على استخدام مدارج مطارات قبرص كقواعد احتياطية، تحسبًا لتعطّل مطاراته نتيجة هجمات صاروخية إيرانية.
وقاد قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال تومر بار، تحركات مكثفة مؤخرًا لتعزيز التعاون العسكري مع أثينا ونيقوسيا، شملت مناورات مشتركة والعمل على تطوير منظومات دفاعية متكاملة بين الجيوش الثلاثة.
ولا ينفصل هذا التقارب عن ما تعتبره إسرائيل "التهديد
التركي"، في ظل تصاعد الدور الإقليمي لأنقرة وتركيزها على شرق المتوسط. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى قلق متزايد من احتمال سعي
تركيا إلى تقييد الممرات الجوية في شمال وشرق المتوسط.
وتعزّز هذا القلق مع الحديث عن احتمال نشر تركيا منظومات رادار ودفاع جوي في
سوريا، ما قد يحدّ من حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي فوق سوريا ولبنان والعراق، وصولًا إلى إيران.
وبحسب إسرائيل، فإن اجتماعًا عُقد الأسبوع الماضي مع اليونان وقبرص حمل رسالة مباشرة إلى أنقرة، مفادها أن تل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لتغيير موازين القوى في المنطقة.
وكانت وكالة رويترز قد أفادت، قبل نحو شهر، بأن اليونان تجري محادثات مع إسرائيل لشراء منظومات دفاع جوي ومدفعية، ضمن خطة لإنشاء مظلة دفاعية متكاملة. كما أعلنت أثينا نيتها إنفاق نحو 28 مليار يورو حتى عام 2036 لتحديث قواتها المسلحة، من بينها 3 مليارات يورو لتطوير نظام دفاع جوي متعدد الطبقات تحت اسم "درع أخيل"، إضافة إلى خطط لشراء مقاتلات وفرقاطات وغواصات جديدة من
الولايات المتحدة وأوروبا.