تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

خاص

كيف يمكن أن تكون سوريا سبب انهيار إسرائيل؟.. تقرير بريطاني يكشف

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
18-12-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1456839-639016508673425225.png
Doc-P-1456839-639016508673425225.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أنه "بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتولي أحمد الشرع السلطة، كان أمام إسرائيل خيار وهو أن تتبنى تغيير النظام وأن تصنع حليفاً جديداً في سوريا. وبدلاً من ذلك، شنت إسرائيل قصفاً مكثفاً، دمر في غضون أيام قليلة سلاح الجو السوري، وأغرق أسطوله، ودمر رادارات دفاعه الجوي. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأت القوات الإسرائيلية توغلاً برياً في جنوب البلاد، وكان هدفها الأول الاستيلاء على جبل الشيخ، لكنها توسعت لاحقاً لتشمل السيطرة على منطقة أكبر من غزة".

وبحسب الموقع، "دافع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن عملية الغزو ووصفها بأنها "ضرورية لحماية مستوطنات الجولان والجليل من التهديدات"، مستشهداً بهجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023 باعتباره الدافع الرئيسي. لكن هذه المبررات ليست إلا للاستهلاك الإعلامي: فلطالما راودت إسرائيل خطط لإضعاف سوريا بشكل دائم عبر تقسيمها إلى مقاطعات، وتحويلها إلى نسخة من ليبيا. في الحقيقة، إن السرعة التي انهار بها نظام الأسد فاجأت الأصدقاء والأعداء على حد سواء، وقد أحبط ذلك خطط تل أبيب لإقامة علاقات عسكرية واستراتيجية مع الأكراد في الشمال والدروز في الجنوب، مما أدى إلى إضعاف الأسد بشكل دائم. وكان من شأن ذلك أن يخدم أربعة أغراض: قطع خطوط إمداد الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وإضعاف سوريا بشكل دائم، وإخراج تركيا من شمال سوريا، وإنشاء ممر جوي فوق جنوب سوريا وشمال العراق، والذي يمكن لإسرائيل من خلاله قصف إيران بانتظام".

وتابع الموقع، "ألمح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى هذه الخطة قبل شهر من سقوط الأسد، عندما قال إن إسرائيل بحاجة إلى التواصل مع الأكراد والدروز في سوريا ولبنان، مشيرًا إلى "الجوانب السياسية والأمنية" التي يجب أخذها في الاعتبار. في الواقع، كان استخدام ورقة الدروز وسيلةً لإخفاء مساعي إسرائيل للهيمنة الإقليمية. فلم يسعَ الدروز أنفسهم في البداية إلى الاحتلال الإسرائيلي، وبعد أسابيع من تولي الشرع الحكم، صرّح زعيم الدروز الشيخ حكمت الهجري للموقع: "إن الغزو الإسرائيلي يُقلقني وأرفضه". وقال الزعيم الديني إن الاتصالات بين الطائفة الدرزية في سوريا والسلطات الجديدة في دمشق كانت إيجابية، لكنه أضاف: "نحن ننتظر إنجازات من الحكومة الجديدة، وليس مجرد كلمات إيجابية". لكن خلال الصيف، وبعد اشتباكات طائفية بين مقاتلين دروز وبدو أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص وأجبرت القوات الحكومية على الانسحاب، تغير موقف الهجري، ودفع بأجندة انفصالية صريحة، وأطلق على السويداء اسمها العبري، "جبل باشان"، وناشد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية التدخل".

وأضاف الموقع، "قوبل احتلال إسرائيل لجنوب سوريا وغاراتها الجوية بتقاعس تام من جانب كل من دمشق وأنقرة، اللتين ساعدت استخباراتهما العسكرية قوات المعارضة على الاستيلاء على حلب. وكان مركز الصراع بين تركيا وإسرائيل حول أي جار يجب أن يهيمن على المجال الجوي السوري، أي على قاعدة T4 الجوية ومطار تدمر العسكري، الذي قصفته إسرائيل مراراً وتكراراً لمنع أنقرة من تركيب أنظمة دفاع جوي متطورة. وفي نيسان، اتخذت تركيا خطواتٍ للاستيلاء على قاعدة T4 كجزء من اتفاقية دفاعية مع دمشق، لكن لم يُحرز أي تقدم، وقررت أنقرة بدلاً من ذلك بدء محادثات لتجنب الصدام مع تل أبيب، والتي وصلت هي الأخرى إلى طريق مسدود. واتضح أن الاتفاقية الدفاعية لم تكن سوى اتفاق لتدريب القوات السورية. وشهدت العاصمة السورية زيارات مكثفة من مسؤولين أتراك رفيعي المستوى، وتجري أنقرة حالياً محادثات لنشر قوات استشارية، إلا أن تهديدات تركيا بشأن سيطرة إسرائيل العسكرية غير المبررة على السويداء كانت أعلى بكثير من أفعالها".

وبحسب الموقع، "أصدر مكتب المدعي العام في إسطنبول 37 مذكرة توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين، من بينهم نتنياهو، وكاتس، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وآخرون، بتهم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في غزة، إلا أن الموقف العسكري لأنقرة اتسم بحذر شديد، مما أتاح لإسرائيل فرصة ملء الفراغ وفرض شروط السلام لاحقاً. إن تركيا، القوة العسكرية التي أسقطت ذات مرة طائرة مقاتلة روسية فوق شمال سوريا، ليست وحدها المترددة في مواجهة القوة بالقوة. وكان أول رد فعل للشرع على التهديد الإسرائيلي هو التوجه إلى السعودية، ورد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب ما ورد، قائلاً للشرع إن المملكة خسرت سوريا مرة ولن تخسرها مرة أخرى".

وتابع الموقع، "كانت آراء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سوريا، وآراء المبعوث توم برّاك، مؤيدة بشدة للشرع، وسعى جاهداً لرفع عقوبات قيصر، قائلاً إن الحكومة السورية تعمل بجد "لبناء دولة حقيقية ومزدهرة". وفي ظلّ هيمنة إسرائيل العسكرية المطلقة، يزداد شعورها بالإحباط من ترامب على الصعيد الدبلوماسي، وقد قدّم الكولونيل أميت ياغور مؤخراً مؤشراً واضحاً على تفكير الجيش الإسرائيلي، إذ كتب في صحيفة معاريف أن برّاك لا يُمكن الوثوق به لأنه متأثر بشدة بتركيا، الدولة التي يقيم فيها حالياً. وقال ياغور إن سوريا "ليست دولة تاريخية" بل هي "مجموعة من الطوائف اجتمعت لخدمة مصالح الانتداب الفرنسي". وأضاف أن الشرع، في الواقع، كان بمثابة رئيس بلدية دمشق وضواحيها. وقال ياغور أيضاً إن لإسرائيل أربعة مصالح مركزية: ضمان توقف سوريا عن العمل كوكيل لتركيا، ومنع "الميليشيات الجهادية" التابعة للشرع من الوصول إلى الحدود الإسرائيلية، ومنع وقوع مذبحة أخرى للطائفة الدرزية، ووقف تحويل سوريا "إلى دولة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية"."

وأضاف الموقع، "من جانبه، صعّد الشرع من حدة خطابه. ففي منتدى الدوحة هذا العام، قال الرئيس السوري إن إسرائيل تُصدّر الأزمات إلى دول المنطقة لصرف الأنظار عن مجازرها المروعة في غزة، لكنه لا يزال يعتمد على ترامب للتوسط في انسحاب إسرائيلي. وقد تعهد نتنياهو نفسه بعدم الانسحاب من جنوب سوريا، وذهب إلى أبعد من ذلك في خطاب ألقاه أمام قمة "ديل بوك" لصحيفة نيويورك تايمز، حيث وصف الحروب التي شنها بأنها "لا تنتهي". باعتقادها أنها هزمت حزب الله وإيران والآن حماس، وبتجاهلها الصريح لاتفاقيات وقف إطلاق النار التي وقعتها، وبسيطرتها على جنوب لبنان وجنوب سوريا، فإن القوات العسكرية الإسرائيلية على ما يبدو على وشك تجاوز حدود قدراتها. وقد تُشكّل سوريا نقطة تحوّل في طموحات إسرائيل العسكرية المتزايدة العدوانية".
 
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban