أكد بطريرك
القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا أن ما شهدته غزة سيبقى حاضرًا في الذاكرة، لكنه شدّد على أن المرحلة المقبلة يجب أن تُبنى على التطلع إلى الأمام والعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها، عبر ترميم البيوت والمدارس واستعادة مقومات العيش.
وخلال لقائه أبناء الكنيسة في غزة، قال بيتسابالا إن الدمار الهائل لم يلغِ الأمل، معتبرًا أن الإصرار على البقاء وإعادة البناء يشكّل رسالة إنسانية وأخلاقية للعالم. وأضاف أنه لمس، رغم قسوة الواقع، استمرار الحياة في تفاصيلها اليومية، ولا سيما لدى الأطفال والأنشطة التربوية، مشيرًا إلى أن هذا الصمود يمنح معنى حقيقيًا للرجاء.
ولفت البطريرك إلى أن غزة ليست معزولة، مؤكدًا أن الكنائس والمؤسسات
المسيحية في مختلف أنحاء العالم تقف إلى جانب أهلها، وأن ما أظهره مسيحيو القطاع خلال الحرب عكس قوة الإيمان والتمسّك بالحياة رغم المحنة.
وكان بيتسابالا وصل إلى مدينة غزة أمس الجمعة، يرافقه النائب البطريركي المطران وليم شوملي ووفد من البطريركية اللاتينية في القدس، في زيارة رعوية ميلادية سنوية إلى كنيسة العائلة المقدسة، قبيل
عيد الميلاد وفق التقويم
الغربي.
وأوضحت البطريركية اللاتينية أن الزيارة، الممتدة لثلاثة أيام، تتضمن جولات على الرعية للاطلاع على أوضاعها الإنسانية والإغاثية، ومتابعة مبادرات إعادة التأهيل القائمة، إلى جانب لقاءات مع رجال الدين وأبناء المجتمع المحلي لتحديد الاحتياجات الراهنة، على أن يترأس البطريرك قداس عيد الميلاد.
ويحل عيد الميلاد للعام الثالث على التوالي على
قطاع غزة في ظل الحرب والحصار، وسط تراجع عدد
المسيحيين إلى نحو 700 شخص بعد أن كان يقارب 1100 قبل اندلاع الحرب. واضطر عدد كبير منهم إلى النزوح إلى الكنائس، التي تعرّضت بدورها لأضرار جسيمة جراء القصف.
وأكدت البطريركية أن هذه الزيارة تمثل رسالة تضامن واضحة وتجديدًا لالتزام الكنيسة بمرافقة أهل غزة روحيًا وإنسانيًا، وإحياء الأمل في زمن بالغ القسوة.