تتواصل التساؤلات حول استبعاد
فرنسا من مهمة فحص الصندوق الأسود للطائرة "
فالكون 50" التي تحطمت مؤخرًا في
تركيا، بعد أن تم الاتفاق بين أنقرة وطرابلس على تكليف بريطانيا بهذه المهمة باعتبارها "دولة محايدة"، عقب اعتذار ألمانيا عن القيام بها بسبب عدم توفر الإمكانات الفنية اللازمة للتعامل مع هذا النوع من الطائرات.
وكانت الطائرة، المستأجرة من شركة مالطية، تقل رئيس الأركان الليبي محمد الحداد ومرافقيه، قد تحطمت في أرض زراعية قرب موقع الإقلاع بعد إعلان الطاقم عن عطل كهربائي وطلب العودة اضطرارياً، قبل أن ينقطع الاتصال بها بعد 24 دقيقة من الإقلاع.
وتعتبر الطائرة من طراز "فالكون 50"
الفرنسية الصنع، والتي طورتها شركة "داسو" عام 1974، وتستخدم في مهام مدنية وعسكرية رفيعة المستوى، مع إجراء صيانتها في فرنسا ووجود اثنين من أفراد الطاقم يحملان الجنسية الفرنسية.
وأكدت السلطات
التركية أن التحقيق سيركز على الأدلة التقنية، تسجيلات الرحلات، أنشطة الطاقم، وسجلات صيانة الطائرة، مع مشاركة وكالة التحقيقات في الطيران المدني الفرنسية في التحقيق العام، لكن فحص الصندوق الأسود أُسند رسميًا إلى بريطانيا.
وفيما يرى خبراء، بينهم وكيل
وزارة الخارجية الليبي الأسبق حسن الصغير،
أن فرنسا الدولة المصنعة للطائرة هي الأجدر بقراءة بيانات الصندوق الأسود، يشير مراقبون إلى أن التوترات السياسية بين أنقرة وباريس ربما لعبت دورًا في هذا القرار.
وأكد الرئيس السابق لجهاز استخبارات القوات الجوية التركية، غورسيل توكماكوغلو، أن الحادث معقد دوليًا بسبب تعدد الأطراف المعنية، مشددًا على أن العطل الكهربائي المعلن لا يمكن الجزم بأنه السبب المباشر للتحطم.
من جهته، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أن التحقيق يجري بأقصى درجات الجدية والمسؤولية وبالتعاون الكامل مع الجانب
التركي، وذلك خلال مراسم استقبال جثامين الضحايا في
طرابلس بحضور مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين.