وأكّدت أنّ "التأجيل خطوة مدروسة من حماس لتقويض مصداقية تقارير الجيش
الإسرائيلي".
وبحسب الصحيفة الإسرائيليّة، فإنّ "حماس سعت بتأجيل الإعلان إلى منع انهيار معنويات عناصرها والحفاظ على مكانتها في نظر السكان، وكانت المنظمة تهدفة إلى إظهار الصمود والاستقرار رغم الضربة القوية التي تلقتها قيادتها".
وتابعت: "احتاجت القيادة المتبقية إلى وقت لإعادة تنظيم صفوفها وتأهيل نفسها وتعيين خلفاء لها. والآن، بعد أن استعادت حماس سيطرتها على غرب غزة، ازدادت ثقتها بنفسها، وتمكنت من شغل مناصب رئيسية، حتى وإن لم تُعلن جميع التعيينات رسميا".
ولفتت إلى أنه "أُطلق على المتحدث الجديد لقب رمزي هو "أبو عبيدة"، في إشارة إلى الاستمرارية والاستقرار، والحفاظ على تقاليد المنظمة في الروح القتالية".
وشددت الصحيفة على أن "مثل هذا الإعلان المفاجئ من حماس ليس وليد الصدفة، بل يخدم غرضاً استراتيجياً واضحاً. ويبدو أن توقيته مرتبط بالاجتماع المرتقب بين الرئيس
ترامب ورئيس الوزراء
نتنياهو، والضغط على
إسرائيل للمضي قدماً في المرحلة الثانية من خطة ترامب ذات النقاط العشرين".
ورأت أن "بيان حماس يهدف إلى إظهار الاستقرار والعزيمة، وقبل كل شيء، الثقة بالنفس. وبدعم من
تركيا وقطر، تهدف هذه الرسالة إلى زيادة الضغط على إسرائيل لتخفيف مطالبها بشأن نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح".
ولفتت إلى أن "قيادة حماس تتفهم إصرار الرئيس الأميركي على المضي قدماً في خطته، فضلاً عن تحفظات الدول العربية وغيرها من الدول المتوقع مشاركتها في قوة الاستقرار بشأن مواجهة حماس".
وقالت: "تتخذ حماس إجراءات عملية، من خلال توطيد سيطرتها، وأخرى علنية، من خلال إعلان مقتل قياداتها البارزة مع التأكيد مجدداً على التزامها برواية
المقاومة. والهدف هو استغلال الظروف الراهنة لضمان استمرار وجودها في غزة كفاعل مؤثر لا مفر منه".
وأضافت: "يمثل هذا الإعلان رسالةً إلى سكان غزة: رسالة استمرارية تتجاوز مجرد البقاء. إنه إعلان عن القدرة والقوة يتجاوز أهمية
القادة الأفراد. تسعى حماس إلى تقديم نفسها كمنظمة قابلة للحياة ومستقرة، قادرة على التعافي السريع حتى بعد الخسائر الفادحة".
وأكدت الصحيفة أن "هذا الإعلان يعد دليلا إضافيا على مهمة لم تُنجز بعد، هدف حرب لم يتحقق"، موضحة أن "حماس لا تزال موجودة وتعمل وتتحدى وتسيطر، مما يُهيئ الظروف لعودة تمكينها. إذا لم تُنزع سلاحها، فلن تُجرّد غزة من سلاحها، ولن تُقام حكومة بديلة حقيقية".
وختمت بقولها: "دون
إعادة الإعمار ووجود بديل قابل للتطبيق لحماس، ستُمهد الظروف للصراع القادم، الذي قد يكون خطيرًا ويُشعل جبهات إضافية، حتى وإن لم يكن شبيهًا بأحداث 7 تشرين الاول 2023. الجيش الإسرائيلي وحده قادر على إنجاز هذه المهمة، وعلى القيادة الإسرائيلية إيجاد سبيل لضمان حدوث ذلك
في أسرع وقت ممكن". (عربي 21)