تبدأ ليتوانيا العضو في "الناتو" تنفيذ إجراءات دفاعية غير مسبوقة على طول حدودها مع بيلاروسيا، شملت تجهيز جسور رئيسية لزرع متفجرات عند الضرورة، ضمن خطة أوسع لتعزيز دفاعات الحلف على جناحه الشرقي.
وبحسب ما نقلته مجلة "نيوزويك"، أعلن الجيش الليتواني أن الجسور والطرق القريبة من الحدود البيلاروسية "اختيرت بعناية" استنادًا إلى العوائق الطبيعية وأهميتها الاستراتيجية، وستُجهّز "بهياكل هندسية خاصة تسمح بتركيب مواد متفجرة عند الضرورة".
وتندرج الخطوة ضمن حزمة تكتيكات أقرّتها فيلنيوس في منتصف عام 2024، تشمل إقامة حواجز طرق، وحفر خنادق، وزرع متفجرات تحت الجسور بهدف إبطاء أي تقدم عسكري محتمل.
وتشترك ليتوانيا بحدود برية تمتد لنحو 680 كيلومترًا مع بيلاروسيا، إضافة إلى أكثر من 250 كيلومترًا مع جيب كالينينغراد الروسي شديد التسليح، مع تصاعد المخاوف الأمنية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في
أوكرانيا مطلع عام 2022 واستخدام
موسكو للأراضي البيلاروسية كنقطة انطلاق.
وازداد القلق هذا الأسبوع بعد إعلان
روسيا جاهزية منظومة صواريخها الباليستية متوسطة المدى "أوريشنيك" للعمل من داخل بيلاروسيا، وسط تحذيرات استخباراتية غربية من احتمال قدرة روسيا على شن هجوم مسلح ضد أحد أعضاء الحلف خلال السنوات القليلة المقبلة، مع تداول سيناريو "عملية استيلاء محدودة" لاختبار تماسك "الناتو".
وفي السياق نفسه، أعلنت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا انسحابها الرسمي في آذار الماضي من اتفاقية أوتاوا التي تحظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد، ودخل الانسحاب حيّز التنفيذ خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما يُتوقع أن تنسحب فنلندا من الاتفاقية في كانون الثاني المقبل.
وأكد الجيش الليتواني أن هذه التحصينات تأتي ضمن مشروع "خط الدفاع البلطيقي"، وهو برنامج يهدف إلى إنشاء منظومة دفاعية على طول الجناح الشرقي للحلف، وكانت دول البلطيق الثلاث قد وقّعت اتفاقًا مشتركًا في كانون الثاني 2024 لتعزيز حماية حدودها البرية مع روسيا وبيلاروسيا، مع اعتماد عوائق متعددة بينها "أسنان التنين" الخرسانية المضادة للدبابات. كما أعلنت لاتفيا تخصيص نحو 356 مليون دولار على مدى خمس سنوات لتعزيز حدودها الشرقية. (العين)