الصوم هو من العادات والطقوس التي مارسها الإنسان منذ الأزل في بحثه عن السمو الروحي والصحة الجسدية والنقاء الذهني.
يعتبر أهل الكتب السماوية أنّ الصوم عبادة يُتقرب بها إلى الله، وهو فريضة ربانية إلهية، أُلزم بها الأنبياء والمرسلون في زمن دعواتهم.
عند المسلمين يُعرّف الصيام لغة بأنّه الصمت والإمساك عن الشيء، وشرعاً هو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، مع النية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، وقد ورد بشكل واضح وصريح في القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
أما مسيحياً، فالصوم يعتبر اختيارياً، فقد ورد في إنجيل متّى: (ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فإنّهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين). ويبدأ الصوم من الليل حتى منتصف النهار، حيث يمتنع عن أكل الطعام الدسم وسائر المشتقات الحيوانية، ويقتصر الطعام فقط على تناول البقول وبعض النباتات. وهناك صوم الميلاد والصوم الصغير وعدده 40 يوماً، والصوم الكبير وعدده 55 يوماً قبل عيد القيامة اقتداء بالمسيح الذي صام 50 يوماً، وقبلها أسبوع يسمّى أسبوع الاستعداد وبعدها أسبوع يسمّى أسبوع الآلام. وأثناء فترة الصوم لا يعقد الزواج لأنّه مظهر للفرح واللذة.
كان الهنود يصومون زهداً فاتخذوا من السير في البراري وسيلة لذلك، حيث كانوا ينشدون اتحاد أرواحهم بـ"براهما"، فيضني جسمه ويتعب نفسه ويحيي الليالي في تأمل دائم، وأثناء صومه يتحتم عليه ألا يقتل حياً ولا حتى الهوام، وأن يكون حذراً يقظاً في تجواله وانتقاله، كي لا يطأ برجله حشرة صغيرة فيقتلها، وأن ينظر في الشراب الذي يشربه كي لا يشوبه شيء حي، ولا يأكل من ذي روح.
وقد ورد في الكتب المقدسة للهندوس "وليكن طعامك مما تنبته الأرض وتثمره الأشجار، ولا تقطف الثمر بنفسك، بل كل منه ما يسقط من الشجرة بنفسه، وعليك بالصوم، تصوم يوماً وتفطر يوماً".
(إيلاف)