Advertisement

عربي-دولي

"الناتو العربي".. هل يستهدف إيران؟

عبدالله عماشة

|
Lebanon 24
14-09-2018 | 09:55
A-
A+
Doc-P-510685-636725430496442273.jpg
Doc-P-510685-636725430496442273.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في ظل الفوضى الكبيرة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، ومع انسداد آفاق الحلول في الدول التي تعاني من أزمات أرخت بظلالها بشكل كامل، وفي ظل صراع محورين الأول بقيادة اميركا والثاني بقيادة روسية إيرانية، وجهت اميركا دعوة الى دول مجلس التعاون الخليجي لتضع خلافاتها جانبا وتتوحد لتشكيل تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط ضد طهران ولوقف النفوذ الايراني في المنطقة.
Advertisement

والذي يبدو أن أميركا تريد محاصرة إيران من كافة الجوانب، خصوصا بعد تنفيذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهديده وخروجه من الاتفاق النووي الايراني وإعادة فرض عقوبات على طهران، بالرغم من المحاولات الأوروبية لإقناعه بالعدول عن هذا القرار، وأيضا اعلان الولايات المتحدة الأميركية بلسان مساعد وزير الخزانة الأميركي مارشال بيلينغسلي، اليوم الجمعة، أن أميركا ستفرض عقوبات مشددة على إيران بدءاً من 4 تشرين الثاني المقبل، بما فيها عقوبات على شركة طيران "ماهان" الإيرانية وداعميها، مشيداً بـ"دعم دول الخليج غير المسبوق لجهود الإدارة الأميركية لوضع حد لنفوذ إيران في المنطقة والضغط على "حزب الله".

ولكن ما هي الدوافع الاميركية الحقيقية لإنشاء تحالف جديد في منطقة تشهد خلافات وانقسامات حادة، وما مدى قدرة هذا التحاف على مواجهة إيران، وعرقلة مشاريعها في المنطقة، حيث يبدو بان هناك خطة أميركية حقيقة لتشكيل ما يعرف بـ"الناتو العربي"، وذلك بحسب صحيفة "الراي" الكويتية التي نقلت عن مصادر عسكرية بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قولهم إن الاجتماع العسكري لدول الخليج في الكويت قد يكون تمهيدًا لتشكيل ما يعرف بـ"الناتو العربي"، إذ يهدف إلى تكريس التعاون العسكري بين القيادات العسكرية في هذه الدول، وهو ما يشكل نواة قيادة عسكرية مشتركة يمكنها أن تتعامل مع أي تطورات عسكرية في المستقبل.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن المصادر، فإنه تم تعيين ضباط ستكون مهمتهم متابعة هذه الخطط العسكرية المشتركة، ووصل التنسيق إلى مراحل متقدمة، وهو يقتصر على القيادات العسكرية، بغض النظر عن التباينات السياسية بين حكومات هذه الدول.

لكن بالنظر إلى مدى واقعية الدعوة الأميركية، تبقى مقاطعة الدول الخليجية لقطر العقدة امام انشاء هذا التحالف، خصوصا بعد النفور الذي اصاب العلاقة بين تلك الدول وقطر، خصوصا بعد انكشاف مخطط اجتياحها عسكريا وتغيير نظام حكمها، عقب اندلاع الأزمة الخليجية في حزيران الماضي، وأيضا في حال رضيت قطر بالانضمام الى هذا التحالف يضعها امام امر واقع جديد حيث ستكون تحت نفوذ السعودية والإمارات في حروبهما بالمنطقة، وبحال اختلفت معهما مجددًا سيعودان إلى مقاطعتها، وعندها ستكون الأجواء مغلقة من الجهات كافة، ولن تتعاطف طهران معها بفتح أجوائها لها.

وبالعودة الى العنوان العريض للدعوة الأميركية وهو مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو عنوان تلتقي دول الخليج مع اميركا عليه، حيث يبدو بان اميركا قد عقدت العزم على محاربة إيران على كافة الاصعدة وفي كل الجهات والميادين، ما ينذر بعواقب وخيمة في حال بدأت إيران بالمقابل بالرد على التصعيد الأميركي في وجهها بدءا من إغلاق مضيق هرمز وما يرتّبه من تحدٍّ ميداني عسكري على الأميركيين، وانتهاء باستهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا والخليج وهو ما جاء على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني، بتذكير من تنشر قواعدهم في دائرة شعاعها ألفي كيلومتر حول إيران، بأن الصواريخ الإيرانية شديدة الدقة ولا يمكن تفاديها.

وفي ظل هذا الوضع المعقد في المنطقة، هل سيكون ترامب قادراً على انتاج هذا التحالف العربي لمواجهة إيران بالتوازي مع العقوبات؟ أم أنها مجرد فكرة ستستنزف مزيدا من المال؟
 
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك