Advertisement

عربي-دولي

بعد هدوء العاصفة في ادلب.. إسرائيل تدخل على خطّ العرقلة

عبدالله عماشة

|
Lebanon 24
18-09-2018 | 08:15
A-
A+
Doc-P-511687-636728808255539936.jpg
Doc-P-511687-636728808255539936.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
توجهت الانظار الإقليمية والدولية أمس الاثنين الى مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، التي استضافت قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان لبحث كافة جوانب الأزمة السورية وسبل حلها، وعلى رأسها قضية محافظة إدلب، آخر معاقل الجماعات المسلحة، حيث خرجت القمة بتفاهم بين الزعيمين المعنيين بالأزمة السورية على تولي تركيا مع الجماعات المسلحة التابعة لها خلال شهر بتصفية جبهة "النصرة" وتفكيكها مع الجماعات الإرهابية الأخرى، وقيام تركيا بعد ذلك وخلال ثلاثة أشهر تالية بسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الجماعات المسلحة وجلبها إلى مسار المصالحات والتسويات والحل السياسي، وفي المقابل ان لم تفِ تركيا بتعهداتها أو فشلت في تحقيقها فيصبح التوجه العسكري السوري الروسي مشروعا، وسيبدأ سيناريو تنفيذه مهما كلف الامر لدخول المحافظة. 
Advertisement


وفي الوقت الذي تحرص فيه موسكو ايضاً على تقوية علاقاتها بتركيا في وقت تبدو فيه علاقات أنقرة مع واشنطن في أضعف صورها، لم تتأخر ردة الفعل الأميركية والإسرائيلية على ما صدر من مواقف ومقررات في قمة "سوتشي"، فشهدت مواقع سورية في اللاذقية للمرة الأولى استهدافا إسرائيليا، وقد تصدت الدفاعات الجوية السورية للصواريخ وأسقطت عدداً منها، ويبدو أن فحوى رسالة هذا الاستهداف هو العبث بما صدر عن القمة وتبطيل مفعوله، والايحاء بأن روسيا قد قبضت من تركيا ثمناً مقابل تأجيل عملية ادلب، وبذلك تكون قد تخلت عن سوريا عسكريا، ما يمكن ان يخلق توتراً في العلاقة الروسية - السورية ويزعزع الثقة بين الطرفين، من خلال الإيحاء بان اتفاق روسي تركي عقد في القمة من تحت الطاولة يطعن سوريا في الظهر.


كما أن إسرائيل تود من خلال هذا الاستهداف تأكيد استمرارها بزعزعة الوضع في سوريا والايحاء بأن الحرب لم تنتهِ فيها، والتأثير على عملية الاعمار، واستفزاز روسيا واحراجها في ما يتعلق بموقفها في سوريا، خصوصا بعد المناورات التي انجزتها روسيا منذ أيام قليلة والتي اعتبرت الأكبر منذ الحرب الباردة.

وبموازاة ذلك، قتل 15 عسكريا روسياً كانوا على متن طائرة إل-20 أثناء الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على اللاذقية، ما دفع وزارة الدفاع الروسية بإعلانها بوضوح وحزم، أنها تحتفظ لنفسها بحق الرد المناسب على أعمال إسرائيل الاستفزازية بعد اتهامها الطيارين الإسرائيليين بالتستر بالطائرة الروسية لتصبح عرضة للنيران السورية، فأصابها صاروخ من منظومة "إس-200" السورية.
وفي السياق عينه، حمل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، سلاح الجو الإسرائيلي مسؤولية الكارثة التي أسفرت عن مقتل العسكريين الروس نتيجة للأعمال غير المسؤولة.
هذا الموقف الروسي الحازم هو رسالة لمن يعنيهم الامر في إسرائيل، بأن روسيا لن ترضى باختبارها مجددا، وان تعريض حياة عسكرييها للخطر هو "خط احمر" لا يمكن المساومة عليه، وبأنها قادرة على إيقاف التمادي الإسرائيلي في السماء السورية، خصوصا إذا تكرر استهدافها بشكل مباشر وتعرض مصالحها للخطر.
اما في حال استمرت إسرائيل في استفزازها لروسيا، فلن يكون امام روسيا الا تنفيذ تهديداتها بوجه إسرائيل، ما يفتح الباب أمام جميع الاحتمالات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ما يوحي بأن الأيام والشهور المقبلة تحمل في طياتها احتداماً وتصعيداً اعلى في المواقف قد تترجم في الميدان على ارض الواقع.
 
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك