أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعازيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقتل العسكريين الروس جرّاء تحطم الطائرة الروسية، واقترح إرسال قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى موسكو لتقديم معلومات تخصّ حادث "إيل -20".
وجاء في بيان لمكتب الحكومة الإسرائيلية الصحافي، حمّل نتنياهو سوريا مسؤولية تحطم الطائرة، مؤكّداً لبوتين "عزم إسرائيل على مواجهة التواجد الإيراني العسكري في سوريا".
كما أعلن المكتب أنّ "نتنياهو دعا في حديثه مع بوتين إلى ضرورة مواصلة التنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا، بغض النظر عن مقتل طاقم الطائرة الروسية إيل-20 هناك". وأضاف: "أكّد نتنياهو أهمية مواصلة التنسيق في مجال الأمن بين إسرائيل وروسيا، والذي منع في السنوات الثلاث الأخيرة الكثير من الخسائر من كل الطرفين".
وجاء في بيان المكتب الصحافي أنّ "نتنياهو أكّد أنّ إسرائيل مصممة على الحيلولة دون تموضع الجيش الإيراني في سوريا، والمحاولات الإيرانية لنقل أسلحة إلى حزب الله".
بوتين يقر
وكان بوتين أقرّ بـ"مسؤولية حليفته دمشق عن إسقاط الطائرة الروسية مساء الإثنين في أجواء اللاذقية ومقتل أفراد طاقمها الخمسة عشر". وفي أوّل تعقيب له عقب الحادث، قال ردّاً على سؤال: "يبدو أنّها سلسلة من الملابسات المأسوية العارضة"، مضيفاً إنّ "الطائرات الإسرائيلية لم تسقط الطائرة الروسية قرب الساحل السوري". وحول ردّ موسكو على الحادثة، اكتفى بوتين بالقول إنّه سيكون عبر "استهداف ضمان سلامة أفراد الجيش الروسي في سوريا".
موسكو: الجيش السوري أسقط الطائرة بالخطأ
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنّ "الجيش السوري تسبب عن طريق الخطأ بإسقاط طائرة روسية من نوع إليوشن-20 قبالة السواحل السورية ليل الإثنين، ملقية باللوم على إسرائيل بخلق "جو خطير" أدّى إلى وقوع الحادث.
وقالت وكالات أنباء روسية إنّ وزير الدفاع سيرجي شويجو تحدث إلى نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وأبلغه أنّ موسكو تلقي باللوم على إسرائيل بالكامل في إسقاط طائرة عسكرية روسية قرب سوريا.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أنّ الوزارة اتهمت الطيران العسكري الإسرائيلي، بتعمّد خلق وضع "خطير" قرب مدينة اللاذقية السورية القريبة من قاعدة حميميم الجوية الروسية، وأنّ 15 جندياً روسيا كانوا على متن الطائرة، قد لقوا مصرعهم بسبب "أفعال إسرائيل غير المسؤولة".
وكانت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلت، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، بياناً لوزارة الدفاع الروسية يعلن اختفاء طائرة عسكرية روسية من طراز إليوشن-20 قبالة السواحل السورية، في الوقت الذي كان سلاح الجو الإسرائيلي ينفذ هجوماً صاروخياً على أهداف في مدينة اللاذقية السورية. وأوضح البيان أنّ الطائرة الروسية كانت في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا بمحافظة اللاذقية عندما اختفت من على شاشات الرادار حوالى الساعة 20:00 ليلاً بتوقيت غرينتش.
وتابع البيان الروسي أنّ "أثر الطائرة إيل-20 اختفى من على رادارات المراقبة الجوية أثناء هجوم شنته أربع طائرات إسرائيلية من طراز إف-16 على منشآت سورية في محافظة اللاذقية". مع الإشارة إلى أنّ أنظمة رادار المراقبة الجوية الروسية "رصدت في الوقت نفسه إطلاق صواريخ من الفرقاطة الفرنسية أوفيرن الموجودة في تلك المنطقة".
تعليق الكرملين
بدوره قال الكرملين إنّه يشعر بقلق بالغ بعد إسقاط قوات الحكومة السورية طائرة عسكرية روسية فوق سوريا في واقعة نيران صديقة، تلقي روسيا باللوم الكامل فيها على إسرائيل. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين: إنّ الكرملين يبحث الوضع وسيدلي بمزيد من التصريحات لاحقاً، مضيفاً إنّ الموقف الروسي أعلنته بالفعل وزارة الدفاع.
واشنطن: المدفعية السورية أسقطت الطائرة بالخطأ
وكانت واشنطن أوّل من أشار إلى مسؤولية غير مقصودة للنظام السوري عن إسقاط الطائرة، إذ قال مسؤول أميركي عقب الحادثة إنّ لدى واشنطن معلومات تفيد بأنّ المدفعية السورية المضادة للطائرات أسقطت الطائرة الروسية "من دون قصد"، موضحاً أنّ الخطأ وقع عندما كان السوريون يحاولون صدّ هجوم من الصواريخ الإسرائيلية. وأكّد مسؤول أميركي آخر أنّ إسرائيل تقف وراء الضربات الصاروخية التي استهدفت المواقع السورية ليل الإثنين.