Advertisement

عربي-دولي

رسالة مؤثرة من نهى ورزان خاشقجي: الأصعب كان رؤية كرسي "بابا" فارغاً

Lebanon 24
24-11-2018 | 03:38
A-
A+
Doc-P-531005-636786529303573291.jpg
Doc-P-531005-636786529303573291.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالة بقلم نهى ورزان خاشقجي، ابنتي الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت "نهى ورزان": كان جمال خاشقجي رجلًا معقدًا، ولكن بالنسبة إلينا، أي ابنتيه، كان ببساطة "أبي"، كانت عائلتنا فخورة دائمًا بعمله، وفهمنا الروعة والعظمة والعظمة التي نظر إليها بعض الأشخاص إليه، ولكن في حياتنا كان "بابا" فقط – رجل محب ذو قلب كبير، لقد أحببنا عندما كان يأخذنا في نهاية كل أسبوع إلى المكتبة، وأحببنا النظر إلى جواز سفره، وفك رموز مواقع جديدة من صفحات مغطاة بطوابع الخروج والدخول، وأحببنا أن ننقب في المجلات والصحف التي ترتمي على مكتبه".
Advertisement

وتابعتا: "عندما كنا صغاراً، كنا نعرف، أيضًا، والدنا كمسافر، فعمله كان في كل مكان، ولكنه عاد إلينا دائما بالهدايا والقصص الرائعة. كنا نبقى طوال الليل نتساءل أين كان وماذا كان يفعل، ولكن كان لدينا ثقة أنه بغض النظر عن المدة التي مضى بها، فإننا سنراه مرة أخرى، وسنكون في انتظاره وانتظار عناقه".

وأضافتا: "طوال حياتنا، كان من الشائع أن يوقفنا الناس في الشارع لمصافحة أبي، ليعبروا عن تقديرهم له، وكان أبونا أكثر من مجرد شخصية عامة، فقد لمس عمله حياة الكثير من الناس، وما زال كذلك. لقد نشأنا مع حب والدينا للمعرفة، أخذانا إلى عدد لا يحصى من المتاحف والمواقع التاريخية، وبينما كان يقود سيارته من جدة إلى المدينة، اعتاد أبي أن يشير إلى مناطق مختلفة ويخبرنا عن أهميتها التاريخية، أحاط نفسه بالكتب، وكان يحلم دائمًا بالحصول على المزيد".

واستطردتا: "كانت حياته عبارة عن سلسلة من التحولات والانعطافات غير المتوقعة، وكنا جميعًا في الرحلة نفسها معه، لا يستطيع الكثير من الناس القول بأنهم قد طردوا من الوظيفة نفسها مرتين بعد بضع سنوات، حيث كان أبي رئيسا لتحرير صحيفة "الوطن"، لكن بغض النظر عما حدث، كان متفائلًا، ورأى كل تحد كفرصة جديدة".

وأردفتا: "كان لدى أبي بالتأكيد جانب براغماتي، ولكن في أحلامه وطموحاته، كان يسعى دومًا إلى الحصول على نسخة خيالية من الواقع"، قائلتين: "كان من المهم للغاية بالنسبة له أن يتكلم، وأن يشاركه آرائه، وأن يكون لديه مناقشات صريحة، والكتابة بالنسبة له لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت إجبارية".

وأضافتا:"عندما كنا في فيرجينيا خلال شهر رمضان، أرانا أبانا العالم الذي بناه لنفسه خلال العام الماضي، عرفنا إلى الأصدقاء الذين رحبوا به واطلعنا على الأماكن التي يرتادها. ومع أنه كان مرتاحًا، كان يتحدث عن شوقه لرؤية منزله وعائلته وأحبائه".

وتابعتا: "كما أخبرنا عن اليوم الذي غادر فيه المملكة العربية السعودية، وهو يقف خارج عتبة داره، متسائلا عما إذا كان سيعود من أي وقت مضى. وبينما كان أبي قد خلق حياة جديدة لنفسه في الولايات المتحدة، حزن على المنزل الذي غادره، خلال كل محاكماته وسفراته، لم يترك أبدًا الأمل، لأنه، في الواقع، لم يكن معارضًا، كان الكاتب متأصلًا في هويته. وبعد أحداث 2 تشرين الأول، زارت عائلتنا منزل أبي في فرجينيا، أصعب جزء كان رؤية كرسيه الفارغ، كان غيابه يصم الآذان، أمكننا أن نراه جالسا هناك، والنظارات على جبهته، عندما نظرنا إلى متعلقاته، عرفنا أنه اختار الكتابة بلا كلل، على أمل أنه عندما يعود إلى المملكة، قد يكون مكانًا أفضل له ولجميع السعوديين". 

بريشة رزان خاشقجي 


وختمت نهى ورزان مقالهما:"هذا ليس تأبينا بل هو وعد بأن نوره لن يتلاشى أبدًا. قال "بابا": "البعض يغادر ليبقى"، وهذا صحيح، اليوم، نشعر بأننا قد أنعم الله علينا بروحه الأخلاقية، واحترامه للمعرفة والحقيقة ومحبته. إلى اللقاء مجدداً في الحياة الأخرى".

المصدر: وكالات - واشنطن بوست
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك