Advertisement

عربي-دولي

رعاية عربية لسوريا ومتاريس تركية تُحضر!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
04-01-2019 | 01:19
A-
A+
Doc-P-543130-636821870138435376.jpg
Doc-P-543130-636821870138435376.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يبدو المشهد السوري مشوشاً مع العلم ان معظم القراءات المواكبة للتطورات الدائرة فيها تشير الى استعادة سوريا دورها ما قبل الازمة. ومرد ذلك يعود الى شكل الحراك الدائر في فضائها والذي انقسم باتجاهين. اتجاه يجري العمل على بلورة صيغته النهائية عبر اعادة سوريا بجسمها المريض الى محيطها العربي واعادة الوجود العربي الى الساحة السورية ولكن هذه المرة ليس كزائر وانما كمعالج يتمتع بحق الرعاية والاشراف والتوجيه بحدود السقف المرسوم، واتجاه آخر بدأ مع اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا بدون جدول زمني واضح، وفي جيبه بطاقة دعوة لانقرة لفرد وجودها في ظل غيابه.
Advertisement

ربما ترى انقرة في الانسحاب الاميركي من شرق الفرات تحديدا فرصة للتضييق على وحدات الشعب الكردية في اطار تعزيز امن حدودها وامنها القومي بشكل الخاص، الا انها في سرها تدرك ان مهتمها محفوفة بالمخاطر سيما وان اي خطوة تنوي القيام بها لابد من ان تتم بالتنسيق مع اللاعب الروسي، هذا عدا عن ان عين طهران مازالت معلقة على بقعة الشمال السوري وهي لن توفر جهدا ولا ضغطا للدفع بالنظام السوري مباشرة او عبر الورقة الكردية لوقف اي مد او تعزيز لنفوذ تركي فيها نظرا لاهميتها الاستراتيجية. كل ذلك في ظل توجسها ايضا من التطور الذي تشهده العلاقة التركية الاميركية في الآونة الاخيرة والتي من المتوقع ان تشهد مزيد من الزيارات والاتفاقيات، اذ من المرتقب ان يقوم مسؤولين اتراك بزيارة واشنطن في الثامن من الشهر الجاري يأتي ذلك بعد ايام قليلة من زيارة مسؤولين اميركين لتركيا عقب القرار الاميركي بالانسحاب من سوريا.

قد يبدو للبعض ان الدور الاميركي في سوريا اصبح بعهدة حلفائها الا ان الحراك الاميركي الاخير باتجاه العراق والذي تكلل بزيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لقاعدة عين الاسد الاميركية وما استتبع من زيارة للرئيس العراقي الى تركيا بالامس مع ما قد تحمله تلك الزيارة من ترتيبات جديدة على حدود البلدين مع سوريا، كل ذلك يؤشر الى ان اللاعب الاميركي بدأ العمل على بناء ممر حديدي له الى سوريا من العراق باتجاه شرق نهر الفرات قاطعا الطريق امام الممر البري من ايران الى العراق نحو سوريا ولبنان ولكن هذه المرة بسواتر تركية.

بالمحصلة، يمكن القول ان سياسة قضم النفوذ التي تنتهجها واشنطن بالتنسيق مع روسيا وان بطريقة غير مباشرة، تصب جميعها في خانة التضييق على النفوذ الايراني، كما ان التصريح الاميركي الاخير "الرطب" تجاه طهران لم يكن سوى عصا غليظاً رفعته واشنطن تجاه حلفائها للدفع بهم لتقديم المزيد من التنازلات والعطاءات في المسرح السوري تحت طائلة عدم الاكتفاء بترك الباب موارباً لطهران وإنما إعادة فتحه مجددا.

في الملف السوري لا بد من الاشارة أخيراً الى الاجتماع المرتقب للمندوبين الدائمين في جامعة الدول العربية في السادس من الشهر الجاري وما قد يحمله الاجتماع من ترتيبات جدية لعودة عضوية سوريا بالجامعة مما يعني العودة لاعادة ترتيب الدول الاوراقها لاسيما دول الجوار. 

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك