Advertisement

عربي-دولي

"المقاومة العربية" تستهدف العمق الإسرائيلي.. "أيادٍ خفية" لدمشق؟

حسن هاشم Hassan Hachem

|
Lebanon 24
19-03-2019 | 07:52
A-
A+
Doc-P-567718-636886039993969183.jpg
Doc-P-567718-636886039993969183.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
شكّل ليلُ الخميس الفائت، الواقع فيه 14/03/2019، لحظة مفصلية في الدّاخل الفلسطيني إثر عمليّة إطلاق صواريخ من قلب قطاع غزّة المحاصر باتّجاه العمق الإسرائيلي وتحديداً منطقة تل أبيب، حيث أظهرت العملية تطوّر القدرات اللوجستية والعسكرية في الدّاخل الفلسطيني لتصبح بذلك قادرة على إصابة أهداف حسّاسة ودقيقة في العمق الإسرائيلي.
Advertisement

وفيما تضاربت الأنباء حول الأضرار التي تسبّبت بها هذه الصواريخ، وما إذا كانت منظومة "القبّة الحديدية" الدفاعية الإسرائيلية قد تمكّنت من اعتراضها أم لا، بقيت هذه الصواريخ "لقيطة" المصدر، في الوقت الذي قام به الجيش الإسرائيلي فجر الخميس – الجمعة بالرّد على العملية بقصف نحو 100 هدفٍ لحركتَيْ "الجهاد" و"حماس" في قطاع غزّة، اللتيْن نفتا مسؤوليّتهما عن إطلاق الصواريخ.

الظهور الأوّل

وظهر الجمعة، 15/03/2019، أعلنت جهة تطلق على نفسها "حركة المقاومة العربية لتحرير فلسطين" تبنّيها للعملية، معلنة في بيانها "رقم 1" أنّها استهدفت منطقة حوش دان في تلّ أبيب بالصواريخ، وختمت بيانها بعبارة: "نعاهد أبناء شعبنا مواصل الكفاح حتّى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية المحتلّة".

في اليوم التالي، أصدرت الجهة عينها "البيان رقم 2" عرّفت فيه عن نفسها ومعاهدة "أبناء الشعب الفلسطيني مواصلة الكفاح حتى النصر"، حيث أشارت إلى أنّها "حركة ثورية وطنية فلسطينية مستقلة تعمل مع شعبها داخل الأراضي وخارجها".

وأوضحت أنّ "أهدافها مقاومة الإحتلال الصهيوني في جميع الأراضي المحتلة وبكل السبل المتاحة أمامنا في ظل الغطرسة الصهيونية حتى تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة".

تبنّي "عملية سلفيت"

وتوالت البيانات الصادرة عن الجهة نفسها، حيث أعلنت في "البيان رقم 3" تبنّيها لـ"عملية سلفيت" التي نتج منها قتل جندي إسرائيلي وحاخام مستوطن وإصابة آخرين.

ثمّ عرضت الحركة شريطاً مصوّراً لـ"جناحها العسكري"، يعلن فيه استمرار هذه العمليات، ومؤكّداً أنّ الحركة لا تلقى أيّ دعمٍ بالسلاح من أيّ فصيلٍ مقاوم في الداخل أو الخارج.

 
ما علاقة دمشق؟

علامات استفهام كثيرة بدأت تُطرح حول ظهور الحركة بهذا الشكل المفاجئ، ومن يموّل قدراتها ويدعمها لا سيّما وأنّها تمتلك قدرات متطوّرة عن بقية الفصائل الموجودة في الداخل، والتي تعلن مراراً التزامها باتفاق وقف إطلاق النّار الذي كانت مصر توسّطت للوصول إليه بين الفصائل وإسرائيل.

إشارات كثيرة كانت توجّه نحو علاقة دمشق بهذه الحركة سواء بشكلٍ مباشر أو عبر "أيادٍ خفية"، بحسب ما أشار أستاذ التاريخ في "الجامعة اللبنانية" الدكتور جمال واكيم، الذي أوضح في حديث لـ"لبنان 24" أنّ "هذا الاستنتاج ليس مبنياً على معلومات من مصادر أو أشخاص بل استند إلى تحليل علمي يمكن أن يوصلنا إلى هذه الخلاصة".

واكيم يلفت إلى أنّ "البيان الأول الذي ظهر يستخدم لغة "المقاومة العربية"، ما يشير إلى أنّها حركة تتبنّى الإيديولوجيا القومية العربية، وهذا الخطاب هو الخطاب الذي تعتمده سوريا، خلال فترة ما يعرف بـ"الربيع العربي"، الذي كان الخطاب خلالها يحمل طابعاً دينياً إن كان من إيران أو السعودية، فيما بقي خطاب دمشق عروبياً فقط".

وفي الشّكل، يشير واكيم إلى أنّ إنطلاق هذه الحركة يتزامن مع ذكرى ما يُعرف بـ"ثورة 8 آذار 1963" في سوريا والتي نتج عنها استلام حزب "البعث العربي الإشتراكي" الحكم المدني في سوريا، وهو ما لم تتمّ الإشارة له بشكلٍ مباشر في البيانات لكن هذا التاريخ لا يمكن وضعه خارج سياق الأحداث.

 "الحرس القومي العربي"

إضافة إلى ذلك، يلفت واكيم إلى أنّ أوّل من تداول هذه البيانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي هم مناصرو وعناصر ما يُعرف بـ"الحرس القومي العربي" والحسابات الرسمية التابعة له، وهو فصيل مكوّن من شبّان من مختلف البلدان العربية يقاتل إلى جانب الجيش السوري وتحت إمرة قيادته في داخل سوريا، وهو فصيل يقوده شخصٌ لبناني يُدعى "ذو الفقار العاملي"، وهو حليفٌ وثيقٌ لدمشق و"حزب الله".

لا معطيات تؤكّد حتّى اللحظة علاقة دمشق المباشرة بهذه الحركة التي لم تتّضح معالمها الكاملة بعد، إلا أنّه وبناء على ما سبق يمكن اعتبار أنّ هناك ضوءاً أخضر من سوريا لهذه العمليات في العمق الإسرائيلي، لكن تبقى الأسئلة مفتوحة حول المدى الذي ستصله هذه الحركة في المرحلة المقبلة، وما إذا كانت ستنسّق عملياتها في الدّاخل مع بقية الفصائل أم لا؟

















تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك