بمناسبة عيد الأم، يسلّط "لبنان 24" الضوء على معاناة نساء في بلد الحرب التي لا تنتهي.. أفغانستان، وذلك بسبب الرغبة بتسليط الضوء على بلدٍ عانى الكثير من الحروب والتدخلات العسكرية والتناحر الداخلي، وضحّت فيه النساء بشكل كبير.
وقد حصل "لبنان 24" على رسالة خاصة من منظمة "أطباء بلا حدود" التي تنشط في لبنان أيضًا والتي أرادت في هذا اليوم أن تنقل صوت هؤلاء النساء إلى العالم، وتوجّهت قابلات قانونيّات في مستشفى خوست للتوليد في أفغانستان بالمعايدة لجميع الأمهات في لبنان وتمنين لهنّ عيداً سعيداً.
وجاء في الرسالة: "مرحباً، اسمي ماييتي. أشغل حاليًا منصب مديرة القابلات القانونيات في مستشفى خوست للتوليد. انضممت إلى فريق عمل أطباء بلا حدود في العام 2015 ومنذ أن سمعت عن مستشفى خوست للتوليد وعن عدد الولادات المبهر، أدركت أنّني أريد العمل في أفغانستان يوماً ما".
وأضافت مديرة القابلات القانونيات: "يقع المستشفى في ولاية خوست ويخدم نحو 1.468.025 شخصًا، بحسب إحصائيات أجريت في آذار 2017، وتقع خوست بين سلسلة جبال جميلة ما يجعل المنظر الذي تطل عليه الولاية خلابًا".
وأشارت إلى أنّه في العام 2018 "استطعنا إجراء 23.455 عملية ولادة، أي ما يقرب من الـ 65 ولادة في اليوم الواحد، وقد يصل هذا العدد إلى 90 ولادة في اليوم أحيانًا، إضافة إلى ذلك، استطعنا مساعدة 2.487 من الأمهات اللواتي عانين من مُضاعفات ما بعد الولادة وأجرينا 521 عمليّة قيصريّة. كذلك، قدّمنا لـ 1.629 حديثي ولادة المزيد من الدعم في وحدة حديثي الولادة التي نُقِلت مؤخّراً إلى مبنى جديد. سيسمح لنا هذا الانتقال باستقبال عدد أكبر من حديثي الولادة ليحصلوا على فرصة جديدة لبدء حياتهم بشكل أفضل. عدا عن ذلك، نقدّم أيضاً خدمات تنظيم الأسرة والتلقيح في المستشفى".
وعن العمل مع "أطباء بلا حدود"، قالت: "لا تنحصر أنشطتنا فقط بين جدران مستشفى التوليد، بل نملك في صفوفنا فريقًا من القابلات القانونيات ومسؤولي التوعية الصحية الذين يزورون مراكز الصحة المجتمعيّة الخمسة التي تحيط بنا. نحن لا نريد تقديم رعاية عالية الجودة في مستشفانا فحسب، بل نريد أيضاً تحسين الكفاءات والمعرفة لدى القابلات القانونيّات اللواتي يعملن في مراكز الصحة المجتمعيّة المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل فريق مسؤولي التوعيّة الصحيّة على نشر فكرة أهميّة الولادة في مرفق للرعايّة الصحيّة لما في ذلك من فائدة للأم والطفل حديث الولادة. وتساعد هذه المقاربة على تحقيق أحد أهدافنا الأكثر أهميّة، ألا وهو رفع عدد النساء اللواتي يلدن بمساعدة شخص مدرَّب" .
وأخبرتنا قصة مؤثّرة، قائلةً: "أودّ أن أخبركم عن قصة الأم التي أرضعت أطفالها العشرة من ثدي واحد. في 17 آذار 2019، أنجبت الأم عن طريق عمليّة قيصريّة توأمًا انضما إلى أطفالها العشرة الآخرين، وهما رضيع ورضيعة. كانت تعتقد سابقًا أنّه ليس بإمكان أطفالها الرضاعة سوى من ثدي واحد لأنّ حلمة ثديها الآخر "مقلوبة". لكّنها استعانت بمساعدة فريق القابلات القانونيّات الذي يلتزم بدعم الأمهات خلال الفترة التالية للولادة. وبعد حصولها على الكثير من المساعدة من القابلات، أصبح التَوأم يستطيعان الرضاعة في الوقت نفسه".
إذًا، حقّق الفريق تقدمًا رائعًا في عمله مع هذه الأم التي نجحت في الاعتياد على الإرضاع من ثديين بدلاً من ثدي واحد، وأصبحت أكثر سعادة، وهذه ليست سوى واحدة من القصص الكثيرة في مستشفى خوست للتوليد، والتي نقلتها "أطباء بلا حدود" عبر "لبنان 24"، من أجل إيصال رسالة إلى كلّ الأمهات في عيدهنّ أنّه بإمكانهنّ تخطّي المصاعب، حتى الصحية منها، ولو كنّ يعشن في خصم حرب مُتعبة.
وختامًا، قالت مديرة المستشفى: "باسم جميع القابلات القانونيّات اللواتي يعملن في مستشفى خوست للتوليد، أوّد أن أتمنى لجميع الأمهات في لبنان عيدًا سعيدًا".