Advertisement

عربي-دولي

حرب ايرانية- روسية على أرض سوريا

Lebanon 24
22-03-2019 | 05:11
A-
A+
Doc-P-568878-636888536876425205.jpg
Doc-P-568878-636888536876425205.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في 25 كانون الثاني من العام الحالي صرح وزير الخارجية الروسية "سيرجي لافروف" لقناة سي أن أن الأمريكية "من المفضل تجنب وصف إيران وروسيا بالحلفاء".
بعدما شارفت الأزمة السورية التي بدأت عام 2011، على الانتهاء بدأت تتوضح معالم حرب جديدة على نفس الأرض السورية, فبعد زوال تنظيم داعش عن سوريا ولو بشكل غير نهائي، بدأ يظهر تنافس جديد يشمل كل من شارك في ما جرى على الأراضي السورية, "حرب المطامع".
Advertisement

اجتمع يوم الاثنين رؤساء أركان جيش كل من سوريا وإيران والعراق في العاصمة السورية دمشق, من الطبيعي أن يجتمع ممثلين عن هذه الدول كونهم أبناء جبهة واحدة "فيلق القدس"، ولكن الغريب أن يضم الاجتماع رؤساء أركان الدول الثلاث ليأخذ طابع عسكري بحت، ولكن أين روسيا مما يحصل؟

 يقول المحلل الاستراتيجي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس خطار بو دياب، أن التجربة تفيد بأن «قوتين نافذتين لا تتعايشان على أرض واحدة بسهولة». مشيراً أنه في سوريا "هناك تنسيق استراتيجي بين روسيا وإيران وليس تحالفًا استراتيجيًا".

شهدت العلاقات  الايرانية- الروسية في الآونة الأخيرة بعضاً من التجاذبات خاصةً بعد القصف الاسرائيلي لمواقع ايرانية في سوريا، مما لا شك فيه أن التدخل الروسي والايراني في الحرب السورية ليس "لسواد عيون النظام السوري"، إنها لعبة المصالح والمكاسب السياسية على أرض الغير، صحيح أن الحرب جمعت البلدين لمواجهة الخطر التكفيري ولإبقاء النظام السوري بقيادة بشار الأسد قائماً، لكن الانتصار فرَق بينهما, ايران التي وقفت منذ اليوم الأول إلى جانب النظام في سوريا والتي لعبت دوراً حساساً في مسار الحرب من خلال التدريب وإدخال المستشارين العسكريين إلى الأراضي السورية، لن تقبل بأن تنتصر روسيا "الصديقة" في حرب المصالح. كذلك روسيا التي شاركت أيضاً في الحرب والتي شكَلت طائراتها فارقاً شاسعاً في حسم بعض المعارك، لن تقبل بأن يذهب ما قامت به سداً.
 
ما هي المصالح الايرانية في سوريا؟
تسعى دائماً ايران إلى إثبات نفسها كقوة إقليمية كبيرة في المنطقة إلى جانب أميركا وروسيا واسرائيل، واستغلت ايران الفرصة بالتدخل في الحرب السورية لإبقاء النظام السوري ضمن محور المقاومة والذي يشكل مع حزب الله تهديداً للكيان الاسرائيلي.
ربط عواصم الدول الثلاث برياً هو أمر مهم جدا بالنسبة لايران وأهم المعابر فيه هو الطريق المؤدي من بغداد إلى دمشق من معبري البوكمال والقائم بشكل أساسي، وهناك معبران آخران بين سوريا والعراق وهما معبرا اليعربية والتنف، والعمل يجري بالفعل بين بغداد ودمشق من أجل تأمين طريق معبر البوكمال والذي يمر بالبادية السورية التي مازال يتمركز فيه تنظيم داعش، ما يجعله بشكل أو بآخر غير آمن، وأمريكا حريصة على جعل هذه الطرق غير آمنة".
 
ماذا تريد روسيا من سوريا؟
 لدى موسكو مصالح اقتصادية وعسكرية كبيرة في سوريا وخصوصا القاعدة العسكرية التابعة للبحرية الروسية في مدينة طرطوس، والموجودة هناك منذ فترة الاتحاد السوفييتي. بلغت التبادلات التجارية بين البلدين ما يقارب مليار ومئة مليون دولار، وفق إحصاءات العام 2010، وتختلّف عن التبادلات الروسية مع تركيا وإيران وإسرائيل ومصر. ولكنها ترتدي مع سوريا أهمية خاصة، نظرًا إلى العقود المبرمة مع الشركات الروسية المتخصّصة بصناعة الأسلحة، حيث تعتبر سوريا شريكًا أساسًيا لروسيا في مضمار استيراد السلاح الروسي، سواء في زمن الاتحاد السوفياتي أو مع روسيا الاتحادية بعد تفكّك الاتحاد.
تجدّدت مبيعات الأسلحة الروسية لسوريا بعدما توصّلت الدولتان إلى إتفاقات حول الديون المترتّبة من الفترة السوفياتية العام 2005، وبقرار من الرئيس بوتين قضى بشطب ما يقارب 80 % من الديون التي تجاوزت 13 مليار دولار أميركي.
 
 
أين تركيا و أميركا من ما يحصل؟
تصر أنقرة على البقاء في المنطقة الآمنة في الشمال السوري فبحسب قول الخبير في الشؤون التركية، خورشيد دلي، " إن لدى أنقرة أجندة في الشمال السوري، فأيديولوجية أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تعتبر المناطق الموجودة في الشمال السوري "جزءا من الأراضي التي اقتطعت من تركيا إثر معاهدة لوزان، بعد الحرب العالمية الأولى".
وأشار دلي إلى أن أنقرة تعتبر المنطقة الآمنة في سوريا، "مدخلا لتحقيق هذه الأجندة"، لذلك فهي ترفض وجود القوات الدولية، التي سيحطم وجودها الأجندة التركية عبر الاعتراف بالقوى المحلية الموجودة هناك، من جهة أخرى تقوم أميركا بدعم قوات سوري الديمقراطية "قسد" الذين  يسيطرون على منطقة شرقي نهر الفرات.
تحاول أميركا جاهدةً منع امتداد النفوذ الايراني في  الداخل السوري رغم قيامها بسحب قواتها من سوريا إلا أنها تعبر دائماً عن قلقها إزاء تواجد حزب الله وايران في الداخل السوري خوفاً على أمن اسرائيل, وتحاول جاهدةً منع ربط الحدود بين سوريا والعراق وايران
يبدو واضحاً أن حلفاء الأزمة السورية أصبحا خصوم ما بعد الأزمة فهل سيتنازل أحدهما للآخر عن "مكاسبه" التي حققها من خلال مشاركته في الحرب السورية؟ أم سيشب نزاع دولي آخر على الأراضي السورية؟

(محمد حمدان)
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك