Advertisement

عربي-دولي

واشنطن تريد الحرب بعد حين.. فهل تدخلها إيران اليوم؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
10-04-2019 | 06:55
A-
A+
Doc-P-575644-636905014933404016.jpg
Doc-P-575644-636905014933404016.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
واشنطن لا تريد الحرب، وترامب تحديداً يتجنبها، ولذلك ذهبت إسرائيل إلى إستيعاب على كسر قواعد الإشتباك لغير صالحها بعد إستهداف تل أبيب من غزّة ولم تذهب إلى التصعيد كما كان يرتجى. أوصلت تل أبيب إلى إيران وحلفائها عبر موسكو وسواها "أنكم لن تجرونا إلى الحرب بتوقيتكم".
Advertisement

الحرب قادمة ربما، لكن المعركة اليوم تتركز حول توقيتها على ساعة طهران أم على ساعة واشنطن؟

تتجه واشنطن إلى تشديد العقوبات الإقتصادية على طهران، فبالتزامن مع إعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، تتحضر الإدارة الأميركية لزيادة العقوبات في مطلع أيار المقبل، في محاولة لتصفير صادرات النفط الإيرانية، وإن على مراحل.

الهدف الأميركي هو الضغط على إيران وزعزعة أسس النظام فيها، من دون الذهاب إلى حرب عسكرية مُكلفة، ووفق مصادر ديبلوماسية تسعى واشنطن إلى تكرار تجربة حصار نظام صدام حسين مع النظام في إيران.

ستحاول الإدارة الأميركية تضييق الخناق الإقتصادي على طهران تدريجياً في محاولة منها لجرّ إيران على التفاوض في أحسن الأحوال، وفي أسوئها تهشيم أسس النظام والمجتمع هناك تحضيراً لإسقاطه، لتكرار التجربة التي نجحت فيها مع نظام الرئيس العراقي صدام حسين، حيث بدت الحرب وإسقاط النظام في بغداد حينها بعد حصار 12 سنة كشربة الماء.

قبل أيام، أبلغ أحد حلفاء "حزب الله" قيادة الحزب أن تقاطعاته الديبلوماسية تقول أن لا حرب أميركية على إيران، وأن واشنطن لن تذهب إلى الحرب أقله في عهد ترامب، لكن هذه التطمينات التي نقلها "الحليف" والتي لا تنفصل عن الأجواء الإيرانية، لا تلحظ إمكانية شعور إيران بالضيق القاتل، حينها ستكون أمام خيارين، إما الموت جوعاً أو إمكانية الموت في الحرب.

تذهب المصادر إلى ترجيح ذهاب طهران إلى خيار الحرب، لأن الموت جوعاً يصبح أمراً محتوماً في حال وصلت واشنطن بعقوباتها إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية التي تشكل أكثر من 70 في المئة من الدخل القومي، بينما الحرب ستفتح الأفق أمام عملية تفاوض واسعة مبنية على موازين القوى الجديدة، تبقي النظام في إيران قائماً ولو تقلّص حضوره الإقليمي.

ففي حال إعتبر النظام في إيران أنه قادر على الصمود الإقتصادي، فإنه يتبنى رهان صدام القديم نفسه، ويضع نفسه في موقع مُنتظر المعركة التي ستفرضها واشنطن عليه في توقيتها عندما ترى أنها باتت قادرة على تنفيذ ضربة عسكرية تسقط النظام بأقل خسائر ممكنة عليها.

لكن هل تملك إيران فعلاً خيار الذهاب إلى الحرب؟

ترى المصادر أنه في حال قررت إيران أخذ خيار الحرب في المنطقة، فإنها تملك أدواتها، إذ إن الصواريخ الإيرانية المنتشرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وحتى في فلسطين باتت في غاية الدقة وقادرة على إصابة الأهداف الإسرائيلية والقواعد الأميركية في كل المنطقة بهوامش خطأ لا تتعدى الأمتار.

وتعتبر المصادر أن مئات آلاف المقاتلين الذين تحدث عنهم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله باتوا واقعاً تستطيع إيران التحكم بهم وتحريكهم في أي وقت.

قد يكون المخطط الأميركي، كما تقرأه المصادر، يهدف إلى دفع إيران إما إلى تفاوض يطال قوتها الإستراتيجية (القوة النووية، والصواريخ البالستية وحضورها الإقليمي) والقبول بصفقة العصر، إما إلى حصار خانق يضعفها ويقضي على مناعتها بعد سنوات لتصبح غير قادرة على تحمل أي حرب أميركية عليها، لذلك فالحرب إن أرادتها واشنطن فهي تريدها بعد سنوات، فهل تهرب طهران إلى الأمام فارضةً على الولايات المتحدة وحلفائها حرباً في توقيتها؟

توقيت إيران اليوم للذهاب إلى حرب هو أفضل الممكن بالنظر إلى المسار الذي تأخذه وستأخذه واشنطن في عقوباتها عليها، فهي ستكون اليوم أقوى إقتصادياً من الغد، كما أنها لا تزال حتى اللحظة، وبالرغم من الخلافات على علاقة ودية مع موسكو، وهي قادرة على أخذ سوريا المدمرة معها إلى الحرب أكثر من أخذها بعد الإعمار، وفي سوريا اليوم عشرات الآلاف من نخبة المقاتلين أصحاب الخبرات الذين إستفادوا من تجربة الحرب الطويلة والذين لن يكونوا موجودين بعد عشر سنوات..
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك