Advertisement

عربي-دولي

النظام السوري في وضع جديد وايران تبحث عن حل!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
26-04-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-581156-636918612433365800.jpg
Doc-P-581156-636918612433365800.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يظهر من المعطيات المحيطة بالملف السوري أن مرحلة توزيع الحصص بدأت بترسيخ المواقع باكراً في ظل ذهاب القوة المنخرطة في هذا الملف نحو منطق التفاوض ف يما بينها على القطعة، محلّلة ما يحفظ خيط التواصل مع طرف في نقاط، ومحرّمة ما يعارض مصالحها في نقاط اخرى، ودلالات ذلك بدت واضحة في السلوك الروسي الأخير نحو واشنطن، والذي يتجه وفق ما تم تداوله من معلومات صحافية نحو التنسيق التام في اتجاه اخراج اللاعب الايراني من سوريا، أضف اليه ما حكي عن انقسام داخل النظام السوري بين معسكرين، معكسر بقيادة ماهر الاسد، والذي يعد رجل ايران في سوريا، والمعسكر الثاني بقيادة وزير الدفاع السوري الأعلى عبدالله ايوب ومعه قائد القوات المسلحة سهيل الحسن الملقب بـ"النمر". 
Advertisement

في المقابل نددت موسكو بالقرار الاميركي القاضي بعدم تمديد الاعفاءات من العقوبات لمشتري النفط الايراني،الامر عينه انسحب على اللاعب التركي الذي يعكف من جانبه على اجراء مباحثات مكثفة مع واشنطن حول الانسحاب الاميركي من سوريا ومقترح اقامة منطقة آمنة في شرق الفرات على رغم  التاثيرات السلبية التي ستتحملها انقرة جراء  القرار الاميركي حول وقف اعفاء تركيا من شراء النفط الايراني.

في خلاصة هذا المشهد ورقة وحيدة قد تبدو الاكثر بروزاً على سطحه، وهي ورقة النظام السوري الذي يبدو أن سهام انقسام المصالح وصلت اليه بشكل مباشر، خاصة في ظل المعطيات الاخيرة التي تحدثت عن دفع مشترك روسي- اميركي لتفعيل عمل لجنة صياغة الدستور السوري المرتبط بادخال تغييرات في هيكلية النظام السوري عبر ادخال تغييرات رئيسية في مراكزه، هذا الوضع لا يمكن قراءته بعيداً عن الحراك الايراني في اتجاه تعزيز قواعده الى جانب القواعد الروسية على ما يحمل ذلك من مؤشرات، اضف اليه ايضا ازمة النفط الايرانية التي ارخت بظلالها على الواقع  الاقتصادي السوري، والذي تجلى بمنع مصر مرور ناقلات النفط الايرانية عبر قناة السويس الى سوريا وفقا لما ادلت به الحكومة الايرانية- وإن نفاه الجانب المصري- الا انه بالمحصلة، وضع النظام السوري في وضع  صعب تجاه الازمة الاقتصادية الذي خلفها هذا المنع،  ويبدو انه سيستمر الى مزيد من التأزم فيما لو لم يتم ايجاد مخارج له، وفي هذا الاطار كشفت احدى المواقع الالكترونية عن مساعي النظام لطرق باب نفظ العراق الا أن ضغوطاً اميركية كبيرة تعترض ذلك.

من هنا فإن سياسة اضعاف النظام السوري واعادة بلورته وفق هيكلية معينة لا يمكن قراءتها خارج سياق الضغوطات الاميركية على ايران وحلفائها في المنطقة نظرا للاهمية التي يمثلها النظام السوري لايران كبوابة عبور لها لتنفيذ مشروعها في المنطقة، الا ان ذلك لا يعني أن احتمالية حصول المواجهة الايرانية - الاميركية المباشرة اصبحت واقعاً، كما ان ابواب العودة الى التفاوض ليست جاهزة بعد، وإن تركت طهران ابواب التفاوض مفتوحة وفق ما عبر عنه وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في تصريحه الاخير، اذ ان ايران تدرك ان التفاوض لا يمكن أن يتم بين خاسر ومنتصر، وهي اليوم في موقع ضعف يصل الى حد الخسارة بحيث يتطلب منها الوضع القيام ب"خبطة" معينة باقل كلفة، تُصّفر بموجبها نتائج الصراع لتتمكن بعد ذلك من الجلوس على طاولة التفاوض بوضع مريح. وهذا ربما ما قد يدفع بها الى تصويب خبطتها نحو حلفاء واشنطن، وهي فرضية مطروحة نظرا لما قد يسهم ذلك وتحت وطأتها الى قيام تلك القوى للدفع بواشنطن اقله الى فرملة حراكها في مواجهة طهران، وبالتالي استعادة انفساها ولو لفترة مؤقتة.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك