Advertisement

خاص

على خط واشنطن ـ طهران: زيارات ووساطات ومفاجآت منتظرة!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
15-05-2019 | 01:54
A-
A+
Doc-P-587578-636935075966765275.jpg
Doc-P-587578-636935075966765275.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قد يظهر المشهد العام للمنطقة ان الحرب باتت "على المنخار" بين واشنطن وطهران في ظل تعزيز الجهوزية العسكرية لكلا القوتين وتبادل بيانات التهديد والوعيد، الا انه حقيقة الامر ان  اطلاق شرارة المواجهة مازالت مجمدة صفارتها باعتبار ان كل من الطرفين يتسلح بالرد عند اي هجوم، راسمين بذلك خط هدنة "رملي" يسعى من خلاله كل من الطرفين الى تعزيز صفوفه عبر حشد مزيد من القوى الاخرى ضغطا وتطويعاً. كل ذلك تمهيدا لتوسيع اطار طاولة التفاوض التي لم تعد بنودها سرية ولا نقاط الضعف والقوة فيها مخفية. ودلالات ذلك كشفتها العمليات التخريبية الاخيرة التي طالت ناقلتي نفط سعوديتين واربع سفن تجارية في شرق امارة الفجيرة والتي قوبلت بصمت اميركي غير مفهوم على ما يحمل هذا العمل من تهديد للامن الاقتصادي العالمي. اضف الى ذلك الدفع الاميركي نحو انجاح العلاقة الاستراتيجية مع الصين بما يبعد اقله شبح عداوتها كقوة اقتصادية وازنة في المنطقة ويضمن اقله وقوفها موقف الحياد من عدوها. الامر عينه ينسحب على المباركة الضمنية الاميركية المستمرة للدور الروسي في سوريا مصحوبة بالتنسيق الدائم والتعاون .
Advertisement

بالطبع تدرك طهران ان واقع حالها اليوم "اسوأ مما كانت عليه ابان الحرب مع العراق اذ لم يكن لديها مشاكل مصرفية او في بيع النفط او في التصدير او في الاستيراد والعقوبات الوحيدة كانت حظر الاسحلة" وذلك على حد تعبير رئيسها حسن روحاني، من هنا فان مسالة شحذ همم الدول- اصدقاء واشقاء واصحاب مصالح- للاصطفاف بجانبها ليس بالامر اليسير، كما ان صراعها مع واشنطن تخطى مداه اطار بنود الاتفاق النووي الى ما هو مرتبط بوجودها ومشروعية نظامها، وما الرد الفرنسي برفض مهلة الشهرين التي منحتها طهران للدول الاوروبية لاخراج القطاعات النفطية والمصرفية الايرانية من العزلة الاميركية الا دليلا واضحا على ذلك. قد يرى البعض ان قوة ايران في ادواتها المنتشرة في المنطقة لاسيما في العراق وسوريا ولبنان واليمن الا ان فتح جبهات دول المنطقة نحو حرب اقليمة موسعة مع اميركا وحلفائها لن يكون كفيلا في معالجة الوهن الايراني الداخلي سيما وان الحرب المفتوحة غير مضمونة النتائج الامر الذي قد يجعل من الساحة الايرانية ساحة خصبة للتفكك والانقسام المذهبي والطائفي وتفلت الشارع الايراني من قبضة النظام وبالتالي الدخول في المجهول .

من هنا يمكن القول ان المواجهة الاميركية الايرانية ستبقى محافظة على توازنها السلبي المحفوف بالحذر من الانزلاق الى حين دخول الوساطة بين الطرفين مرحلة النضوج وفي هذا الاطار تحدثت معطيات صحفية عن امكانية دخول سلطة عمان على خط الوساطة بين الطرفين بالاضافة الى معلومات أخرى تحدثت عن زيارة سرية قام بها مؤخراً أمير قطر الى ايران وقد دامت سبع ساعات فقط، هذا مع الاشارة الى ان كل من الدولتين العمانية والقطرية تتمركز لديها قواعد عسكرية اميركية كما يوجد تعاون وثيق فيما بينها وبين طهران على ما يحمل ذلك طبعاً من مؤشرات وتداعيات قد تكون مفاجئة .

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك