ذكرت شبكة "NBC" العالمية أن صاروخ كاتيوشا الذي سقط مساء اليوم الأحد على المنطقة الخضراء التي تضم مقار السفارات الأجنبية في وسط العاصمة بغداد دون أن يتسبب بأضرار جسمية، أو بإصابات بشرية، دفع إدارة ترامب لتجهيز حججها لشن حرب على إيران، بدعوى أنها تشكل تهديداً إرهابياً لأميركا.
ورغم أن إيران لم تتبنى المسؤولية عن إطلاق الصاروخ على السفارة الأميركية، إلا أن الاتهامات وجهت مباشرة للقوات التابعة لها في العراق، خاصة وأن تلك القوات التي تتلقى دعماً عسكرياً ومادياً مباشراً من إيران لها سوابق في استهداف مقر البعثة الأميركية في بغداد، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وكان 2018 شاهداً أيضاً على إطلاق قوات تابعة لإيران عدة صواريخ بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد والقنصلية في البصرة، التي أُغلقت بقرار من ترامب بعد تلك الهجمات.
ويزداد قلق بغداد مع كل تصريح لترامب، أو رد لإيران، خاصة وأن البلد العربي قد يكون نقطة لانطلاق الصراع بين أميركا وإيران، وتصبح تلك الشكوك جدية في ظل استمرار تحذير المسؤولين العراقيين من نشوب تلك الحرب على أراضيها التي لم تتعاف بعد من آثار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
كما يحذر المسؤولون العراقيون من أن الاستفزازات الصغيرة، التي كان آخرها صاروخ "الكاتيوشا" قد تبتز أميركا للرد بشكل قاس على إيران.
وسابقاً حمّل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، طهران مسؤولية أي انتهاكات يرتكبها حلفائها في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
ومن العوامل المهمة التي تضاف إلى محاولة قصف السفارة الأميركية في بغداد، استهداف 4 سفن تجارية قبالة إمارة الفجيرة في المياه الإقليمية للإمارات العربية المتحدة يوم الـ12 من أيار الجاري، إضافة إلى استهداف أنابيب نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية والذي تبنته ميليشيا الحوثي المحسوبة على إيران في الـ14 من الشهر ذاته.
كل تلك العوامل مجتمعة تعد شرارة أولى لحرب مؤجلة تستعد لها أميركا جيداً بإرسال آلات حربها إلى منطقة الخليج لتأكيد مدى جديتها إلى إيران التي تعاني من أثر العقوبات المفروضة عليها.