في أجواء من التخوف من "احتمال عودة النازية والفاشية الى أوروبا" مع بروز اليمين المتطرف، دشّن الهولنديون والبريطانيون التصويت اليوم الخميس في انتخابات البرلمان الأوروبي، الذي يُعتبر أهم هيئة تشريعية ديمقراطية جامعة لممثلي نحو 500 مليون مواطن في مختلف دول القارة العجوز.
وفي عملية اقتراع تستمر أربعة أيام في الاتحاد الأوروبي، سينتخب الناخبون الأوروبيون ممثليهم في البرلمان الأوروبي. وسيصوت أكثر من 400 مليون ناخب في الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لاختيار 751 نائبا أوروبيا في هذه الانتخابات الأوروبية التي تبدأ الخميس وتستمر حتى الأحد.
ما هو دور البرلمان الأوروبي؟
يلخّص الخبير في الشؤون الأوروبية، أليسيو بيزانو، دور البرلمان الأوروبي حالياً، بالقول إنّه "أصبح المؤسسة الرئيسة التي تمثّل شعوب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فهو مذكور في المعاهدات وله الأسبقية على جميع السلطات الأوروبية الأخرى"، موضحاً أنّ "اختصاصاته تمتدّ بشكل مستمر، إذ لديه سلطة تشريعية حقيقية وقوة كبيرة في ما يتعلّق ببعض الملفات، فضلاً عن دور المراقبة الذي يضطلع به".
ويتبنى البرلمان الأوروبي مع المجلس الأوروبي، تقريباً جميع القوانين الأوروبية، وكذلك الميزانية السنوية التي تموّل سياسات الاتحاد. كما يجب عليه منح موافقته على أي اتفاق تجاري، ومراقبة المفاوضات التي تجريها المفوضية الأوروبية، التي يمارس عليها كذلك الرقابة السياسية (يرتبط تكوين المفوضية بنتائج انتخابات البرلمان الأوروبي). وينتخب البرلمان أيضاَ الرئيس وينظّم جلسات استماع للمرشحين لمناصب المفوضين.
ماذا عن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
يبلغ عدد أعضاء البرلمان الأوروبي المنتخبين عادة 751 عضواً، وهو رقم مرتبط بعدد السكان. إلى ذلك، سيؤثر الخروج البريطاني من الاتحاد، متى ما تم، على هذا العدد، بخفضه إلى 705 أعضاء، مع زيادة مقاعد لبعض الدول؛ علماً أنّ البريطانيين سينتخبون 73 نائبا لهم على الرغم من بريكست.
من يحق له المشاركة؟
يُمنح حق الانتخاب إلى المواطنين الذيين تتجاوز أعمارهم 18 سنة في غالبية الدول الأوروبية الأعضاء، إلا أن اليونان سمحت لناخبيها بالتصويت اعتبارا من عمر 17 سنة، فيما يصوت في النمسا ومالطا كل من هم فوق 16 سنة.
من سيفوز؟
تشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية "الاتحاد الأوروبي"، كما هو، بلغت أدنى مستوى منذ تأسيسه بسبب الإجراءات التقشفية التي عادة ما يقررها المصرف الأوروبي المركزي وليس السياسة الأوروبية.
ومن المتوقع أن تحرز الأحزاب اليمينية القومية تقدما ملموسا في الانتخابات، ما يعني خسارة للمجموعات البرلمانية التقليدية من يمين الوسط، ومن يسار الوسط التي حكمت أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتسمى القوى الجديدة بـ "الشعبويين اليمينيين" أي الأوروبيين المنتقدين للاتحاد الأوروبي، بينهم حزب الرابطة la Lega الإيطالي الذي يتزعمه وزير الداخلية الحالي ماتيو سالفيني الذي أغلق منذ بداية الأهم كل الموانىء بوجه النازحين.
ويمكن أن تنحوالانتخابات إلى التصويت لصالح أو ضد المشروع الأوروبي، حيث يمكن أن تتراجع الوظيفة المهمة للبرلمان الأوروبي بصفته هيئة الرقابة والتشريع إلى لعب دور ثانوي.