أعلنت واشنطن، أمس الجمعة، أنّها قرّرت إرسال صواريخ دفاعية وأسلحة إضافية إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة "لتحسين قدراتهما الدفاعية"، وذلك بعد الهجمات التي تعرّضت لها منشآت نفطية تابعة لشركة "أرامكو" السعودية في بقيق وهجرة خريص بالمنطقة الشرقية، السبت الفائت، والتي تحمّل كلّ من واشنطن والرياض، طهران المسؤولية عنها.
وصرّح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في مؤتمر صحافي عقده في "البنتاغون" رفقة رئيس هيئة الأركان جوزيف دنفورد، أنّ الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية لشركة "أرامكو" السعودية "يمثل تصعيداً للعدوان الإيراني" وأنّ "نظام طهران بصدد شنّ حملة لزعزعة استقرار المنطقة".
وشدّد إسبر على أنّ بلاده "تملك العديد من الخيارات العسكرية، لكنها لا تسعى إلى الصراع مع إيران بقدر ما تحاول تعزيز قدرات السعودية والإمارات الدفاعية لتأمين المنطقة".
وتابع: "نحن ندعم شركاءنا في الخليج"، معلناً أنّ الولايات المتحدة سترسل "قوة دفاعية" إلى المنطقة.
أما عن تفاصيل المساعدات العسكرية الدفاعية التي من المقرّر أن تقدمها واشنطن لحلفائها، فلم يعطِ وزير الدفاع أي تفاصيل مفضلاً إرجاء ذلك إلى "الأسبوع المقبل"، لكنّه أشار في الوقت ذاته إلى أنّ تلك المساعدات "هي أولى الخطوات للرد على الهجمات".
وفي معرض إجابته عن سؤال حول وجود أدلة على ضلوع إيران في الهجمات الأخيرة على السعودية، قال إسبر: "السعوديون يقودون التحقيقات ونحن كذلك متواجدون على الأرض، وسنطلعهم على الأدلة".
وأشار إلى أنّ "الأسلحة التي استخدمت في الهجمات صنعت في إيران ولم تنطلق من اليمن، وهي صواريخ طوافة وطائرات مسيّرة".
وشدّد إسبر في ختام حديثه على "أنّنا نساهم في الدفاع عن المملكة العربية السعودية باعتبارها حليفة للولايات المتحدة، ونحن نركز حالياً على تحسين قدرة السعوديين على الدفاع عن البنى التحتية التابعة لهم".
وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت من قبل إنّ "البنتاغون" يفكر في إرسال بطاريات مضادة للصواريخ وطائرات مسيّرة ومزيد من الطائرات المقاتلة. وتدرس الولايات المتحدة أيضاً الإبقاء على حاملة طائرات بالمنطقة لأجل غير مسمى.
ووفقاً لـ"رويترز"، فإنّ الإعلان الذي أصدره "البنتاغون" في ساعة متأخرة من مساء الجمعة يُغلق الباب أمام أيّ قرار وشيك لشنّ هجمات عسكرية ضدّ إيران عقب الهجمات الأخيرة.
وكان ترامب قد قال في وقت سابق يوم الجمعة إنّه يعتقد أنّ ضبط نفسه عسكرياً أظهر حتى الآن "قوة" مع فرضه بدلاً من ذلك سلسلة أخرى من العقوبات الاقتصادية على إيران.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "لأن أسهل شيء يمكن أن أفعله أن أقول نعم امضوا قدماً. دمروا 15 شيئاً رئيسياً مختلفاً في إيران.. ولكني لا أتطلع لفعل ذلك إذا كان بوسعي".
وتنفي مسؤوليتها طهران عن الهجمات على السعودية، فيما أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن مسؤوليتها عن الهجمات.