Advertisement

عربي-دولي

ورقة سليماني.. والانتخابات الرئاسية الأميركية

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
05-01-2020 | 04:00
A-
A+
Doc-P-660947-637138173671422823.jpg
Doc-P-660947-637138173671422823.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا شك أن الادارة الأميركية تنتهج منذ سنوات، خيار اغتيال القادة المناهضين لسياستها في سياق حربها ضد الإرهاب ومن تصفهم بالارهابيين؛ وهذا ما حصل في اليمن عند مقتل الإمام المتشدد الأميركي - اليمني الأصل أنور العولقي المرتبط بتنظيم القاعدة بهجوم  نفذته طائرات أميركية. أما في باكستان فاغتيل أسامة بن لادن بغارة لقوة كوماندوز على مخبأه في أبوت آباد، علما ان مدير وكالة الاستخبارات جون برينان والذي يعرف بمهندس حرب الطائرات دون طيار كان له الدور المهم في مقتل بن لادن، وصولا إلى مقتل أبو بكر البغدادي بغارة نفذها كوماندوز على مخبئه في قرية باريشا بريف إدلب العام الماضي. 
Advertisement

ليل الخميس- الجمعة نفّذت درون أميركية بأمر من الرئيس دونالد ترامب ضربة أودت بحياة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

ومع ذلك فإن وضع سليماني في خانة القيادات الإرهابية التي تمت تصفيتها، لا يصح، لأن الأخير يتولى منصباً رسمياً في دولة ذات سيادة وليس زعيما لتنظيمات إرهابية، وإن كانت إدارة ترامب قد صنفت الحرس الثوري الإيراني العام الماضي على لائحة الارهاب.

يمكن القول إن ادارة ترامب أسوة بالجمهورية الإسلامية لا تريد أن تتطور الأمور نحو حرب بين البلدين ، خاصة وأن الصراع الأميركي – الإيراني لم يتجاوز منذ فترة الخطوط الحمراء التي وضعها الطرفان في نزاعهما وإن كانت واشنطن قد نجحت إلى حد ما في إدخال المنطقة منذ العام 2011 في حالة عدم استقرار سياسي واقتصادي رغم فشلها في إسقاط أنظمة.

ووفق المطلعين على الموقف الأميركي فإن واشنطن لا تريد خوض حرب مع طهران بقدر ما تسعى إلى ردعها ومنعها من التعرض للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط. واغتيال سليماني هدف الى كبح النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة على حد سواء، لا سيما وأن ترامب بعد الهجوم على السفارة الأميركية وسط بغداد أعلن أن إيران سوف تندم، على قاعدة أن عدم الرد سوف ينعكس سلباً عليه، فهو يستعد للإنتخابات الرئاسية الأميركية التي ستحصل هذا العام ويريد تجديد ولايته، في وقت يتعرض فيه لانتقادات من الحزب الديمقراطي ومن بعض الجمهوريين على خلفية استغلاله السلطة وعرقلة عمل الكونغرس وإدارته الملفات الخارجية. 

وعلى هذا الأساس يمكن القول، بحسب المصادر نفسها، ان اغتيال سليماني سيعزز مكاسب ترامب أكثر فاكثر؛ علما ان مسؤولين محسوبين على الديمقراطيين أبدوا رفضهم  للخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي التي لن تؤدي إلا إلى التصعيد مع إيران، وربما تنتج عنها حرب شرق أوسطية جديدة، خاصة وأن ترامب يفتقد إلى استراتيجية للتعامل مع تطورات الأحدات.

في المقابل، الأكيد بحسب المطلعين على الموقف الايراني لـ"لبنان24" أن ايران لديها أوراق قوة كثيرة سوف تستخدمها في الرد على جريمة اغتيال سليماني في العراق بالمباشر وليس عبر "الوكيل"، آخذة بعين الاعتبار التوقيت والمكان المناسبين والنتائج التي ستسفر عن الرد، ولذلك فإن خياراتها كثيرة وقد تقلب موازين القوى التي حاول ترامب ترجيحها لصالحه عشية الإنتخابات.  الرئاسية الأميركية، مع إشارة المصادر نفسها إلى أن أي تفاوض إيراني – أميركي بات شبه مستحيل قبل الانتخابات  الأميركية، خاصة وأن اية مفاوضات مباشرة كانت مستبعدة بين الطرفين قبل اغتيال سليماني رغم حركة الوسطاء في ظل رفض طهران لربط  واشنطن جملة ملفات بالاتفاق النووي.

في المقابل، تظن أوساط سياسية مراقبة أن طهران قد تلجأ إلى الضغط على العراق ليتخذ قراراً بالطلب من الإدارة الأميركية خروج قواتها كافة من العراق، وهذا يفترض أن يشرع البرلمان العراقي قانونا لإخراج القوات الأجنبية من البلاد عطفا على إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، مع إشارة المصادر إلى أن إيران لن تنجر إلى أي صدام خاسر مع الأميركيين لا سيما وأنها تواجه وحلفاؤها حربا اقتصادية ناعمة، مرجحة أن يكون الرد الإيراني محدوداً، علماً أن المصادر المطلعة على الموقف الاميركي، تؤكد أن القوات الأميركية سوف تنسحب من العراق ولن تكون مكشوفة أمام أي خروقات استخباراتية.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك