Advertisement

عربي-دولي

تظاهرة الصدر "المليونية".. إيران تُوحّد "البيت الشيعي" في العراق

Lebanon 24
25-01-2020 | 10:00
A-
A+
Doc-P-668013-637155509931947833.jpg
Doc-P-668013-637155509931947833.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اجتمعت الأحزاب والمجموعات التي تنتمي للطائفة الشيعية في العراق، أمس الجمعة، بتظاهرة حاشدة وصفت بـ"المليونية" وسط العاصمة العراقية بغداد، دعا إليها زعيم "التيار الصدري"، السيّد مقتدى الصدر، للمطالبة برحيل القوات الأميركية.
Advertisement

وبحسب تقريرٍ نشره موقع "عربي 21"، فإنّ هذه التظاهرة تأتي بعد خصومة طويلة وتوتّرات وصلت بين هذه الأحزاب والمجموعات إلى حدّ الصّدامات المسلّحة.

ووفقاً للتقرير، فإنّ الدعوة إلى التظاهرة الحاشدة، كانت بعد اجتماع عقده الصدر في إيران مع عدد من زعماء المجموعات الشيعية العراقية، عقب مقتل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني"، اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد، مطلع الشهر الحالي.

والتساؤل الأبرز، بحسب التقرير، عقب الموقف "الشيعي الموحد" ضدّ الأميركان، هو: هل تمكّنت إيران من جمع شتات "البيت الشيعي" من خلال "تظاهرة الصدر المليونية"؟ وهل ينعكس ذلك على إنهاء الخلافات السياسية، ولا سيما في اختيار رئيس حكومة يخلف المستقيل عادل عبد المهدي؟

"إزالة الخلافات"


وينقل التقرير عن النائب في تحالف "سائرون" المدعوم من مقتدى الصدر، رعد المكصوصي، قوله إنّ "دعوة الصدر للتظاهرة لا تنطلق من كونه زعيماً شيعياً، وإنما زعيم عراقي وطني، على الرغم من أنّ أغلبية شيعية هي من شاركت في مظاهرة اليوم".

ولفت إلى أنّ "القصف الأميركي الأخير الذي استهدف "ضيف شرف" على العراق، وهو قائد "فيلق القدس" الإيراني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، أزال الخلافات بين القوى والأحزاب السياسية ولا سيما الشيعية، وبات الكلّ يفكّر في مصلحة وسيادة العراق".

وأشار إلى أنّ "الصدر بادر كما هو معهود له بدعوة جميع العراقيين، وليس الشيعة فقط، للوقوف صفاً واحداً في وجه الوجود الأجنبي في العراق، وخصوصاً الولايات المتّحدة، التي جلبت الخراب والفساد للعراقيين، الذي أوصل البلد إلى ما نحن عليه اليوم".

وبخصوص استجابة القوى والأحزاب السياسية الشيعية التي تختلف بشدّة مع "التيار الصدري" لدعوة الصدر والمشاركة بالمظاهرة، وانعكاس ذلك على الواقع السياسي في البلد، أكّد المكصوصي أنّ "انعكاس ذلك سيكون إيجابيا بطبيعة الحال".

وأوضح النائب العراقي، أنّ "القوى السياسية الشيعية بالفعل قد تتوصل إلى اختيار شخصية سياسية غير جدلية لتشكيل حكومة قوية، لأن المدة الدستورية انتهت، وأن المظاهرة الأخيرة ستكون نقطة إيجابية في حلحلة الأزمة".

"تساؤلات ملحة"

من جانبه، طرح المحلّل السياسي والمستشار في مؤسسة "أبعاد" البحثية وسام الكبيسي، العديد من التساؤلات الملحة، بالقول: لماذا يتمّ التظاهر في الساحات بينما كان المفروض أن يُحل هذا الأمر (المطالبة بإخراج القوات الأمريكية) بالطرق السياسية وعبر القنوات الرسمية؟

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "لماذا اختفت هذه الدعوة عدة أعوام لتظهر اليوم فجأة، بينما نحن في مرحلة عدم استقرار ومع حكومة تصريف أعمال؟ وأين كانت دعوة كهذه، خصوصاً يوم أن كانت أميركا تقود جهود التحالف الدولي لمقاتلة تنظيم "داعش"، وتنسّق مع القوات الرسمية العراقية ومع كل فصائل "الحشد الشعبي"، بما فيها "سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري؟".

كما تساءل الكبيسي، قائلاً: "كيف التقت مواقف "التيار الصدري" مع مواقف الفصائل التي أطلق عليها مقتدى الصدر اسم "الميليشيات الوقحة"؟ وهي "ميليشيات" يدين غالبها بالولاء لإيران وتنطلق من أسس عقائدية وأيديولوجية تربطها بمشروع ولاية الفقيه".

وجواباً على ذلك، رأى الكبيسي أنّ "السبب الأول لهذه الفورة المفاجئة إنّما جاءت في إثر تبنّي الولايات المتحدة لعملية اغتيال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس"، مع مجموعة ممن كانوا معه، أبرزهم أبو مهدي المهندس نائب رئيس "الحشد الشعبي" في العراق".

وأضاف: "من المعلوم أنّ مقتدى الصدر يقيم في طهران منذ أشهر عدة، ويطلق بين حين وآخر تغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق حسابه أو حسابات بعض المقرّبين منه، وأثار بعضها لغطاً أو استغراباً لدى الشارع العراقي، حتّى ذهب الظنّ ببعضهم إلى الاعتقاد بأن ثَمَّة ضغوطاً تمارسها بعض الأطراف الإيرانية على الرجل وتجعله يتخذ مواقف تبدو متضاربة".

وبحسب الكبيسي، فإنّ "أبرز تلك المواقف، هو لقاؤه مع قادة من "الحشد"، كان يصرّح برفض التعامل معهم. مما دفع ببعض المتابعين للقول إنّ مقتدى الصدر ما هو إلا أحد البدائل في مشروع "ولاية الفقيه"، يستخدمها الأخير وقت الحاجة لتهدئة الأوضاع، أو لسحب البساط من تحت أرجل المناوئين، أو للتهديد والتصعيد، خصوصا أن التيار الصدري يملك قاعدة شعبية لا يمكن الاستهانة بها".

"دور إيران"

وبخصوص الدور الإيراني في ترتيب ذلك، رأى الكبيسي أنّه "من الواضح أن إيران استطاعت تقليل النزاعات بين أطراف "البيت الشيعي"، لكن المشكلة الأبرز تتمثل في كبح جماح الطموحات الحزبية والفصائلية التي تطل برأسها مع محطات الاستحقاقات الكبيرة".

وتابع الكبيسي، قائلاً: "إذا كان مطلب إخراج القوات الأميركية يمثل عنصر تسويق وإعادة تأهيل جماهيري جيد لكلّ القوى الشيعية، ومن ثم يمكن التوحّد عليه، فإنّ هذا التوحد يبقى قلقاً تهتز جذوره مع أوّل استحقاق تواجهه هذه القوى، كما هو مُشاهدٌ طوال السنوات الماضية".

واستبعد المحلل السياسي أن يصمد هذا الاجتماع في "لحظة حلّ إشكالية اختيار رئيس الحكومة، خصوصا أن تيار الصدر سيعمل على استغلال فرصة اختلال الوزن الذي وقعت فيه الفصائل المنافسة بعد مقتل سليماني والمهندس، وسيحاول ترجمة ذلك لزيادة وزنه ومكاسبه في العملية السياسية، وهو ما سيقابله المنافسون بالرفض والمقاومة، بل وربما التفكير بسحب البساط من تحت أقدام الصدر والمقريين منه".

وأردف: "بالنظر إلى أنّ مقتدى الصدر خسر الكثير من رصيد الثقة بينه وبين المنتفضين في بغداد والمحافظات الجنوبية نتيجة لمواقف سبق أن اتخذها مع أعمال حراك سابقة، وللتقلب الذي ظهر في مواقفه ورسائله في الفترة الأخيرة، أرجح أن يبقى موضوع اختيار رئيس الحكومة شائكاً ومعقداً، في ظل التخبط والتعنت وعقلية المحاصصة والمغالبة التي قامت عليها العملية السياسية في العراق".

وفي السياق ذاته، غرّد السياسي العراقي عزت الشابندر قائلاً: "انتهت (المليونية) الآن. نعم قد يُسعِد إيران ذلك ضمن حساباتها مع غريمتها في العراق، ولكنّ ترامب لم يرفّ له جَفْن، لأن ما يهمّه أكثر هو ما يدور في الكواليس لاختيار رئيس الوزراء، وبعض أبطال التظاهرة يدفعون بمرشح يرضي الأميركان وقد ينجحون".
المصدر: عربي 21
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك