Advertisement

عربي-دولي

لقاء بين شخصية "سيادية" وسياسيين سوريين.. هذه تفاصيل التقارب الخليجي مع دمشق

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
10-03-2020 | 06:35
A-
A+
Doc-P-682212-637194442887498089.jpg
Doc-P-682212-637194442887498089.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
خلال السنة الماضية تبدلت شروط المحور الخليجي – المصري للتقارب مع دمشق لتصبح أكثر واقعية اليوم، بعدما كانت تشترط، أو في أقل تقدير، تهدف إلى ضرب العلاقة السورية مع إيران.

قبل نحو سنّة، وبالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيسحب قواته من دمشق تسارعت المساعي الخليجية للتقارب مع النظام في سوريا، وتدحرجت الأمور وصولاً إلى فتح السفارة الإماراتية فيها، غير أن أسباب عديدة منها الإعتراض الإسرائيلي ومخاوف واشنطن من إنهيار جبهة الضغط السياسي على الرئيس السوري بشار الأسد، دفع واشنطن إلى التراجع عن سحب جنودها من التنف والشرق السوري شرط تراجع الخليج خطوة إلى الوراء في إندفاعها نحو العاصمة السورية.
Advertisement

غير أن التراجع الخليجي بقي مدروساً، ولم يتحول إلى تدهور دراماتيكي، فتراجعت الإندفاعة السعودية لتبقى الإمارات في واجهة التطبيع الخليجي مع سوريا، الأمر الذي أدى مؤخراً إلى التصريح الشهير لقائم بأعمال سفارة أبو ظبي في دمشق عندما أعرب عن سعادته بقيادة الأسد لسوريا، ما إستدعى تنبيهاً من القيادة السياسية في الإمارات له على إعتبار أن هذا المستوى من التقارب لم يكن مطلوبا بعد، وفق معلومات "لبنان 24".

في تلك المرحلة، كان المحور الخليجي يراهن على التراجع الإقتصادي السوري وتراجع سعر صرف العملة، ليكون سبباً للوصول إلى الهدف المركزي، ألا وهو محاصرة طهران في سوريا، غير أن الواضح من كل الحراك السابق أن هذا الهدف لم يكن قابلا للتحقيق في ظل وجود الأسد أولاً، وأدوات عسكرية وأمنية وثقافية سورية باتت ملتصقة بطهران.

في ظل اليأس الخليجي من عزل سوريا عن طهران، بدأت بوادر الخلاف الروسي – التركي تظهر إلى العلن، الأمر الذي أشبع رغبة دمشق الساعية إلى الحسم في إدلب وإلى دفع موسكو وطهران للتصادم السياسي مع أنقرة. هنا، بدأت التبدلات في النظرة الخليجية تجاه المطلوب سورياً مقابل التقارب العربي الكامل معها: إستنزاف أنقرة.

التجربة المصرية، والسودانية وحتى الليبية، تشجع الثنائي السعودي – الإماراتي على الإستمرار بضرب المحور "الإخواني" الذي ترأسه تركيا من وجهة نظر الخليج أقله، من هنا وقبل تصاعد وتيرة التصعيد العسكري في إدلب، أوصلت السعودية رسائل واضحة إلى موسكو ودمشق بأنها مستعدة لملء الفراغ الذي قد يؤدي إليه طرد تركيا من الساحة السورية في العملية السياسية، وهكذا تم الإعلان عن عودة المساعدات السعودية إلى المعارضة السورية بالتعاون مع واشنطن.

الأهم، أن العائق الذي يمثله النفوذ الإيراني من التقارب الخليجي مع دمشق بات محدوداً، أولاً لأن السعودية لم تعد تشترط إنهاء هذا النفوذ لتطبيع علاقاتها مع النظام السوري، وثانياً لأن طهران أظهرت فهمها للخصوصية السورية وعزلتها عن عدد من الصراعات في المنطقة، أهمها الصراع مع الولايات المتحدة بعد إغتيال سليماني، إذ لم تصبح سوريا مسرحاً لتصفية الحسابات كما حصل وسيحصل في العراق.

من هنا بات أكثر ما تطمح إليه الرياض في شأن العلاقة السورية مع "محور المقاومة" هو موقعها داخل هذا المحور وليس موقعها منه، وهذا أصلاً ما حصلت عليه دمشق نتيجة عملية توزيع الأدوار مع حلفائها.

بدأت المعركة السورية - التركية، المباشرة وغير المباشرة في إدلب، وبدأ معها الإستثمار الخليجي الإعلامي والسياسي فيها، على قاعدة أن لا تسوية قريبة بين موسكو وأنقرة، وأن طهران وبالرغم من علاقاتها المتطورة مع تركية لن تستطيع التأثير سلباً أو إيجاباً على مسار الصدام الإدلبي.

ووفق المعلومات التي حصل عليها "لبنان 24" من مصادر شديدة الإطلاع، فإن نائب الرئيس السوري علي مملوك قام بزيارة إلى الرياض في خضم الصراع العسكري في إدلب، ليتوج عملية تواصل جديّة تجددت قبل أسابيع، حيث حصلت مشاورات سياسية حول عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية وعودة العلاقات الخليجية والعربية مع سوريا، لكن هذه المشاورات لم تؤد إلى إتفاق نهائي بين الطرفين في ظلّ المحاولة السورية زيادة مكاسبها قبل القبول بالطبيع الكامل مع العرب.

مع التسوية الروسية - التركية تلقى المحور الخليجي ضربة جدية، بإعتبارها ستؤدي  حتماً إلى إعادة التقارب مع دمشق وهذا ما ذكره "لبنان 24" في مقال تحت عنوان " إتفاق بوتين – أردوغان ناقص... هذه تتمته!" خصوصاً أن حلفاء النظام في سوريا (موسكو وطهران) يفضلان تقارب الأخير مع تركيا على تقاربه مع السعودية.

لكن الرياض لم تستسلم لهذا الواقع بل على العكس من ذلك، ووفق المصادر ذاتها، فإن مدير المخابرات المصري عباس كامل الذي توجه إلى دمشق قبل أيام، حمل رسائل سياسية إيجابية من المحور الخليجي، وأكد أن النية العربية لا تزال ذاتها في دعم دمشق لمواجهة "الأطماع العثمانية"، وفي إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق. هذا اللقاء جاء ليتوج سلسلة لقاءات حصلت في دمشق مع مسؤولين سعوديين وإماراتيين حضروا لنفس الغاية، مقدمين عروضا واضحة لدعم المواجهة السورية مع أنقرة.

وتقول المصادر أن الدور المصري في العلاقة الخليجية – السورية، شمل لبنان، وعلى هذا الأساس حصل لقاء بين شخصية سياسية سنية كانت مقربة من تيار "المستقبل" مع الشخصيات السورية بحضور وفد سياسي مصري في بيروت، وهذا ما يضعه كُثر في إطار المبادرات الخليجية تجاه النظام السوري، حيث يستمر توافد حلفاء الرياض إلى العاصمة السورية.

وتعتبر المصادر أن مساعي محور الرياض مستمرة مع دمشق لتصل إلى تطبيع كامل وعودتها إلى جامعة الدول العربية قبل حزيران المقبل، الأمر الذي فسّره البعض أنه من جهة جزء من تحدي الرياض لموسكو في سوريا خصوصاً في ظل توتر العلاقات الإقتصادية بينهما، والذي ظهر في خفض سعر النفط أمس، ومن جهة أخرى إستمرار المواجهة الخليجية مع أنقرة في العالم  العربي والتي تعطيها الرياض أولوية قصوى حتى على مواجهة طهران.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك