توحي العمليات العسكرية العراقية التي استهدفت الجنود الاميركيين بالعراق بأن مرحلة الاستنزاف قد بدأت وهي ستتصاعد مع مرور الوقت لتصل الى ذروتها قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية.
لا يهدف الايرانيون من استهداف الاميركيين في العراق الى اجبارهم على الانسحاب من هذا البلد، او الاصح ليس هذا هدفهم القريب. فطهران تعلم حجم اهمية العراق بالنسبة للاميركيين وهم لن يستسلموا بهذه السهولة ولن يكون خروجهم منه من دون ردود فعل عسكرية حقيقية، لكن الهدف القريب هو التأثير في الانتخابات الرئاسية الاميركية ومحاولة رفع احتمالات خسارة دونالد ترامب.
وتتوقع مصادر مطلعة ان ترتفع وتيرة العمليات العسكرية ضد القوات الاميركية في المرحلة المقبلة، وان تتنوع عمليات الاستهداف بالقدر الذي يوقع عددا غير قليل من القتلى في صفوف الجنود.
واشارت المصادر إلى أن هذا الكباش العسكري، تريد منه طهران اقامة نوع من التوازن في الضغوط مع العقوبات الاقتصادية الاميركية عليها، خصوصاً انه حتى اللحظة تبدو الضربات العسكرية من جهة واحدة، اذ أن الاميركيين حتى اللحظة عجزوا عن استهداف الفصائل العراقية القريبة من ايران والتي من المتوقع أن تكون خلف استهدافهم بطريقة او بأخرى.
وتعتبر المصادر أن طهران ترغب بالتفاوض تحت النار، إن كان في ما يتعلق بالوضع السياسي العراقي، او بالوضع الاقليمي، وهذا ما تدركه واشنطن جيداً لذلك تقوم بالتوازي مع تقليص مساحة انتشار قواتها بنقل قوات نخبوية اضافية الى العراق بهدف تعزيز قدرة الردع.
وتقول المصادر إن ازمة كورونا في ايران والعراق لن تكون عائقاً امام استمرار العمليات، خصوصاً ان ما يحصل هو عمليات وفق تكتيك العصابات وليست جبهات عسكرية مفتوحة تحتاج الى حشودات وحشودات مضادة، وهذا ما يجعلها غير متأثرة بأي من الاجراءات.
وتعتقد المصادر قيام الولايات المتحدة الاميركية بتفعيل الخلافات الداخلية في العراق في المرحلة القريبة المقبلة، وذلك بهدف عرقلة عمل القوى السياسية الراعية للمجموعات المسلحة التي تستهدف الاميركيين، وهذا ما سيترافق مع ردود عسكرية كبيرة تطال القوات العسكرية العراقية الشرعية، اي الجيش والحشد الشعبي، بهدف زيادة الضغط على الحكومة العراقية والمؤسسات الدستورية العراقية.